الاحتباس الحراري حقيقة علمية .. فهل تقبل الجدل؟
يعتبر الاحتباس الحراري أحد أخطر التغيرات المناخية التي تهدد البشرية، ومستقبل كوكب الأرض، ورغم ما يؤكده العلماء من حقيقة احترار الأرض، ووجود رابط حقيقي بين التغير المناخي وما خلفه النشاط البشري من اختلال في النظام البيئي، لكن لا زال البعض يشكك في مدى تأثير الإنسان على المناخ والبيئة، بل ذهب البعض للتشكيك في ظاهرة احترار الأرض من الأساس.
وكان المذيع الساخر "جون أوليفر" قد ناقش القضية في أحد حلقات برنامجه "لاست ويك تونايت"، حيث انتقد استطلاعا للآراء يظهر تشكيك بعض الأمريكيين في وجود الاحتباس الحراري.
حيث أكد على كون الاحتباس الحراري حقيقة علمية لا تقبل الاختلاف، ساخرا من وضع حقيقة محل نقاش، في حين أن النقاش أو الجدل الحقيقي لا يجب أن يكون عن حقيقة الاحتباس الحراري، ولكن عن ما يجب علينا فعله لنواجه أخطار هذه الظاهرة. خاصة وأن أكثر من 97% من الأبحاث العلمية تؤكد دور الإنسان في الاحتباس الحراري.
وأرجع أوليفر عدم اقتناع البعض حتى الآن بالتغير المناخي إلى الإعلام الذي وجه له اللوم على طريقة تناوله للقضية، حيث عادة ما يظهر طرفين للنقاش، وتكون الشاشة مقسومة لجزئين، بشكل يساوي بين من يطرح حقيقة علمية ومن يشكك فيها دون أدلة مقنعة، ولذلك أعلن أوليفر تنظيمه لمناظرة ذات "تمثيل عادل" للطرفين بين 97 عالما و3 منكرين للاحتباس الحراري، وتحولت المناظرة بالطبع لمشهد ساخر انتهت به الفقرة.
وسار "أوليفر" على نهج أستاذه "جون ستيوارت" الذي لطالما ناقش قضية التغييرات المناخية في برنامجه الشهير "ذا دايلي شو"، وكان ستيورات قد تناول القضية في أحد الحلقات، منتقدا ليس التناول الإعلامي هذه المرة، ولكن التعامل السياسي مع هذه القضية الخطيرة.
وفي معرض حديثه عن مسيرة حاشدة في نيويورك للتوعية بأخطار الاحتباس الحراري، انتقد ستيوارت بشدة أعضاء الكونجرس الذين قاموا في جلسة استماع لأحد المستشاريين العلميين للبيت الأبيض ، بسرد حجج وإدعاءات غير علمية، فندها العالم جون هولدرين.
وقد انتقد جون ستيوارت ضعف الوعي العلمي للنواب رغم عملهم في لجنة "العلوم والفضاء والتكنولوجيا" بالكونجرس، وأرجع ستيوارت إنكارهم لأثر النشاط البشري على الاحتباس الحراري، أو إنكارهم لخطر وظاهرة الاحتباس الحراري من الأساس، لإنحيازهم للشركات العاملة في مجالات البترول والطاقة، والتي تعد أكبر المساهمين في تمويل حملاتهم الانتخابية.
وتلام مثل هذه الشركات بدرجة كبيرة في التسبب في إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون، السبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري، حيث قد لا يكون من مصلحة هذه الشركات اتخاذ أية إجراءات أوخطوات للتقليل من إنبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للتغيرات المناخية.