كيف يؤثر ضرب الطفل في الأماكن العامة على مستقبله؟
مشهد نراه باستمرار في الشارع، وهو ضرب الآباء لأطفالهم بعنف شديد لارتكاب خطأ لا يُذكر، معتقدين أن ذلك سيعدل سلوك الطفل، ويجعله يتوقف عن فعله ثانية.
إلا أن وجهة النظر تلك قد وجدت ردود أفعال سلبية من قبل الأبحاث الطبية وخبراء الطب النفسي والتربية وتعديل السلوك، لما وجدوا من آثار سلوكية ونفسية سيئة تظهر على الطفل نتيجة تعرضه للاعتداء الشديد في الأماكن العامة وإهانته.
فقد ذكرت دراسة متخصصة في طب الأطفال أن العقاب الجسدي القاسي يزيد من خطر إصابة الطفل بالاضطرابات النفسية، كما عارضت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال هذا الأسلوب في العقاب، خاصة وأن 80% من الأباء اعترفوا بأنهم يعتمدون عليه إلى حد ما بدءً من الصفعة الخفيفة على اليد وحتى الضرب الشديد.
آثار ضرب الطفل في الآماكن العامة
يقول تراسي عفيفي، مؤلف الدراسة وأستاذ في قسم علوم الصحة المجتمعية في جامعة "مانيتوبا" في كندا، إن الأشخاص الذين تعرضوا للضرب في الأماكن العامة من أبويهم عانوا من اضطرابات المزاج بما في ذلك الإصابة بالاكتئاب والهوس والقلق، إلى جانب إدمان الكحول وتعاطي المخدرات، لذا لا يجب تطبيق هذا النوع من العقاب مطلقاً على الأطفال في أي عمر.
كما أشارت دراسات أخرى إلى أن الطفل يبدأ في الشعور بالضيق والإحباط وإظهار غضبه المفرط في شكل سلوك عدواني تجاه زملاؤه وأخواته، ومدرسيه وكل من حوله، وقد يدخل في مرحلة انسحاب اجتماعي والذي له أعراض جسدية من ضمنها الصداع وآلام البطن غير المرضية.
كما أن أداء الطفل في المدرسة يتدهور فقد يواجه صعوبة في التعلم وضعف في الأداء الأكاديمي إلى جانب الافتقار إلى الاهتمام بالمدرسة وضعف التركيز، وتجنب تكوين صداقات.
مرحلة المراهقة
وفي مرحلة المراهقة تزيد مخاطر تعرض الطفل للاكتئاب والقلق، وقد يهرب من والديه إلى بيئة يظنها آمنة أكثر، وقد يجرب التدخين والنشاط الجنسي المبكر، فضلاً عن إدمان المخدرات والانضمام إلى جماعات إرهابية على المدى الطويل، قد تنتهي به إلى التفكير في الانتحار.
وهناك طرق أفضل لتعديل سلوك الطفل وتربيته بطريقة صحيحة للإطلاع عليها يمكنك قراءة الموضوعات التالية:
ربيه صح.. العقاب المناسب للطفل من سن 3 - 7 سنوات
تعرفي على العقاب المناسب للطفل؟
لو عمره من 7 إلى 12 سنة.. كيف تعاقبين طفلك؟