التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 11:49 م , بتوقيت القاهرة

أمريكي يتهم "الشريعي" باقتباس رأفت الهجان من موسيقى عالمية

كان الفنان الراحل عمار الشريعي صادقًا مع نفسه عندما أفصح عن رغبته في الاعتزال، في أحد اللقاءات مع الإذاعي وجدي الحكيم، عندما وجد النشاز مسيطرًا على الساحة الفنية بشكل كبير، ودفعته الظروف في وقت ما إلى العزف في الملاهي الليلية؛ لأن الدولة في بداية التسعينات، لم تقدم مسرح منوعات يوازن بين الترفيه والقيمة الفنية، ومع ذلك استمر عمار الشريعي في مشاريعه الموسيقية التي سعت للتجديد منذ ظهوره في نهاية سبعينات القرن الماضي.

يعد عمار الشريعي من رواد التجديد والتجريب، ومع ذلك كانت الإحباطات والاتهامات تلاحقه مع كل لحن يطوع فيه المقامات الشرقية للتطورات التي أحدثتها التكنولوجيا، من ضمنها واقعة اتهامه بـاقتباس موسيقى رأفت الهجان، المسلسل الأشهر في دراما المخابرات المصرية.

سرقة رأفت الهجان
بعد عرض الجزء الثاني لمسلسل رأفت الهجان عام 1990، انتبه الموسيقار الأمريكي هنري مانشيني، صاحب موسيقى الجاز المصاحبة لسلسة أفلام النمر الوردي، إلى تشابه بين إحدى المقطوعات الموسيقية الداخلية في المسلسل، ومسرحية أمريكية اسمها "عازف الكمان على السطوح"، وأرسل هنري خطابًا إلى جمعية المؤلفين والملحنين الأمريكية، التي بدورها راسلت نظيرتها المصرية، بشأن موسيقى الهجان، ومن ثم نزلت بعض الأقلام الصحيفة تقطيعًا في عمار الشريعي.
عازف الكمان على السطوح
دافع عمار الشريعي عن رأفت الهجان، وأكد أن الأمر برمته أشيع دون توضيح، ونسي الجميع أن التكنيك المتعارف عليه أن يستعمل اللحن الموسيقى الدالة على العصر أو الشريحة الاجتماعية التي تتحدث عنها القصة، وفي الهجان يتحدث المؤلف عن اليهود في مصر وإسرائيل، واندهش عمار من أن صاحب الشكوى هنري، بينما صاحب العمل الأصلي لم يبلغ عن التشابه المذكور.

بحثًا عن المقطوعة الموسيقية التي بسببها اتهم عمار بالاقتباس، وجد تشابهًا بين قطعة موسيقية وظفت في أحداث رأفت الهجان، وبين قطعة موسيقية في "عازف الكمان على السطوح".



نهاية فرقة الأصدقاء
حادثة اتهام عمار الشريعي بسرقة لحن تبدو أزمة، لكن المتتبع لمشواره يجدها أبسطها وأقلها ضررًا، لأن هذا الفنان الذي كان يحلم بالمسرح الغنائي، لم يكتمل حلمه مع فرقة الأصدقاء التي أسسها مع حنان، ومنى عبد الغني، وعلاء عبد الخالق، بسبب وشاية للرئيس السادات، أوقفت نشاط الفرقة ووضعته تحت المنظار.

تحدث عمار الشريعي عن تلك الأزمة، في حوار لجريدة الأهالي، عام 1990، مشيرًا إلى أن فرقة الأصدقاء تعرضت لظروف قاسية، عندما رفض كلمات أغنية لأحد المؤلفين الكبار، فقامت القيامة على الفرقة، وتضامن مع الشاعر صحفي كبير، فكتب أن فرقة الأصدقاء فرقة شيوعية حمراء، وخاطب رئيسة التلفزيون همت مصطفى، وصفية المهندس في الإذاعة، وكتب مباشرة إلى أنور السادات وقال له: "إن الارستقراطي عمار الشريعي أصبح شيوعيًا".

وصدق المسؤولون زعم الكاتب، وصدر قرار بعدم التعامل مع فرقة الأصدقاء، ولم تذع أغانيها في الإذاعة، أما التلفزيون لم يسجل سوى ثلاث أغنيات فقط، من 25 أغنية قدمتها الفرقة.

المدهش أن عمار نفسه كان يصاب بالاكتئاب عندما يقدم عمل لا يناسب قدراته، ومع ذلك يحقق نجاحًا جماهيرًا، مثلما حدث في أغنية الحدود التي بذل فيها جهدًا كبيرًا، وقبل أن يصدر شريط الأصدقاء، اتفق مع الشاعر عمر بطيشة على وضع أغنية بسيطة وجذابة، فأحضر عمار قلمًا وكتب اغنية "يوم بعد يوم بتجينا موضات"، ولحنها سريعًا، وكانت المفاجأة أن المكالمات التليفونية كانت تهنئه على "الموضات" بينما "الحدود" لم يشر أحد إليها اطلاقًا، ما أصابه بالإحباط.


بعيدًا عن الموسيقى، تحدثت الكاتبة نور الهدى عبد المنعم، إلى إنجاز حققه عمار الشريعي في مجال الالكترونيات، التي استغلها في التجديد الموسيقي، وابتكر بنفسه جهازًا الكترونيًا لكتابة وقراءة النوت الموسيقية، يمكن المكفوفين من استخدامه، وقام بتطويره وسجله باسمه كواحد من أوائل الأجهزة التي تساعد المكفوفين على دخول عالم الكمبيوتر.

اعتمد اختراع الشريعي على لوحة مفاتيح خاصة للمكفوفين، وبرنامج صوتي يحول ما يقوله الملحن الكفيف إلى كتابة على الشاشة، من الممكن تصحيحها وحذفها، كما وضع الشريعي شرح صوتي لقواعد المقامات الموسيقية والنوتة.


اقرأ أيضًا