السياسة والفن خليط خطر لن ينتهي البعض يعتبره ضرورة أحيانا لصنع قصة جيدة لكنه في نفس الوقت خليط يجلب الانتقادات ويقسم الأراء خاصة في الوقت الحالي بسبب الأوضاع السياسية في الولايات المتحدة ووصول دونالد ترامب للرئاسة، وكان أخر ضحايا "التصحيح السياسي" والنقد من أجل السياسة وليس الفن مسلسل Iron Fist أو القبضة الحديدة.

منذ لحظة صدوره حظي مسلسل Iron Fist بآراء مختلفة بين النقاد والجمهور بشكل يجعلك تشعر وكأنك الريفوهات كانت عن مسلسلين مختلفين.

حيث قال بطل المسلسل "فين جونز" إن سبب الانتقادات المتاولية رغم عدم مشاهدة باقي المسلسل هو ربط الناس السياسة بقصة المسلسل نظرا لوصول دونالد ترامب للرئاسة رغم عدم شعبيته لدى قطاعات كبيرة من الشعب الأمريكي التي تتهمه بالعنصري، وحتى تبرير فين جونز لم يلقى ردود أفعال جيدة حيث تلقى هو نفسه الشتائم والانتقادات لدرجة اعتزاله السوشيال ميديا بالكامل.

القبضة الحديدية أو Iron Fist رابع مسلسل تنتجه شبكة نتفليكس بالتعاون مع مارفل في مشروع ضخم يمهد للمسلسل الأهم وهو فريق "المدافعون" أو Defenders والذي سيجمع أبطال المسلسلات السابقة.. مشروع طموح يشبه تجميعة أفلام مارفل لإنتاج فيلم The Avengers في 2012.

تدور أحداث المسلسل حول "داني راند" الشاب العائد من الموت ووريث شركة كبري بالمليارات.. يدخل داني راند في الحلقات الأولى صراعات لمحاولة إثبات هويته وأنه لم يمت مع عائلته في حادث طائرة، ولكنه يواجه خصومة من رؤساء الشركة الحاليين أصدقاء الطفولة في الماضي.

على الجانب الآخر، داني راند اختفى منذ الحادث وكان يتدرب مع مجموعة من الرهبان في التبت ليكون أهم راهب محارب في المعبد البوذي "Iron Fist" ومهمته حماية المعبد، لكن داني راند يتخلى عن وظيفته من أجل استعادة هويته وإثبات أنه مازال على قيد الحياة.

كل هذا ملخص في اعلان Iron Fist، والذي لاقى ترحيبا من الجمهور قبل عرض المسلسل ولكن عندما صدرت الحلقات الـ13 تلقى المسلسل الهجمات من قبل النقاد وحتى قبل أن تتم مشاهدة الحلقات كاملة.

ملخص الانتقادات كانت اختيار البطل الأمريكي الأبيض الثري ليلعب دور محارب خبير بفنون القتال الآسيوية الأمر الذي اعتبره النقاد عنصرية، وحتى إن بعض الانتقادات قالت بصراحة إنه كان يفترض من نتفلكس اختيار بطل أسيوي أو تخطى المسلسل وعدم انتاجه من الأصل.

لكن جاءت معظم أراء الجمهور على النقيض من النقاد، حيث كانت التعليقات المؤيدة هي أن بطل المسلسل ظهر كما هو في قصص الكومكس، كما قال البعض إن من ينتقد المسلسل بهذه الحجة، لم يقرأ قصة كومكس في حياته، كما أشار البعض إلى أنه من العنصرية أصلا أن تدعي عدم إمكانية شخص أبيض أن يتعلم فنون القتال الأسيوية.

تقييم المسلسل نفسه: بالنظر للانتقادات الخاصة بالمسلسل نفسه وليس الأراء التي خلطت السياسة والعنصرية به سنجد أن المسلسل كان قصة متماسكة، ليست عبقرية أو مبتكرة بل هي تشبه كثيرا خليط من أفلام Batman Begins و Iron man وأيضا مسلسل Arrow، وكلها تصور في بدايتها الثري العائد من رحلة خطرة ليصبح البطل الخارق.

لكنها حتى مع هذه التشابهات كانت ضرورية لتقديم الشخصية وإعطائه قاعدة تبني عليها في أحداث المسلسل والمسلسل القادم Defenders ولذا لا أعتبر هذه النقطة عيب أو نقطة ضعف خاصة أنه تم تقديمها بشكل جيد وهي مرحلة يشعر فيها البطل بالضياع حتى يحدد هويته وهدفه ويتقبل نفسه كبطل لديه مسؤولية.

القصة وطريقة تقديمها كانت سهلة ليست مطولة وليست مختصرة، على عكس مسلسل "لوك كيدج" والذي كان أيضا 13 حلقة ولكن كانت مملة في بعض أحداثها ومع ذلك لم تحظى بهجمات النقاد على عكس بعض الجمهور.

السيناريو أيضا في Iron Fist كان سهلا.. ليس محشوا بعبارات مطولة ولا مختصر يقطع سلسلة تطور الأحداث والشخصيات، لكنه يضم الكثير من الاقتباسات البوذية في بعض المواقف.

من ناحية الإخراج كان العمل جيدا وربما كان هذا من أفضل ما في المسلسل ومن السهل أن تلاحظ أنه تكملة في أسلوب باقي مسلسلات مارفل مع نتفلكس، كما إن المخرج ألقى ببعض التلميحات الخفيفة للمسلسلات السابقة بشكل عفوي جيد مثل ظهور قميص لوك كيدج الممزق بالرصاص.

مشاهد القتال لم تكن مبتكرة وليست ضخمة لكنها تكفي في إطار القصة خاصة لو كنت تتحدث عن بطل لم يدرك كامل قواه بعد وإن كان التفسير الأرجح  والأكثر واقعية هو رغبة نتفلكس بعدم المغامرة بتكاليف انتاج مرتفعة حتى تطمئن لشعبية المسلسل.

أما الأداء فالممثل فين جونز أدى دوره كما يجب وكان مقنع في شخصية داني راند لكن الإبداع الذي خطف الكاميرا كان للممثلة "واي شينج هو" في دور "مدام جاو" التي ظهرت أول مرة في مسلسل Daredevil وتطورت شخصيتها في Iron Fist رغم مظهرها الهادئ لكنها أفضل من يقدم دور الشرير الذي يمهد لشر أكبر.

الخلاصة:

مسلسل نتفلكس/مارفل جديد مسلي وحقق نجاح كبير مع الجمهور لكنه غير مبتكر وفشل مع النقاد الذين تحيزوا ضده لأسباب سياسية.