"سبارتاكوس".. الروماني الذي ثار على العبودية وصرخ يقول "لا" ضدها، ذلك الوجه ذو التكوين العريض الحاد، كان واحدًا من أهم أدوار الممثل الأمريكي روسي الأصل كيرك دوجلاس الذي تم اليوم عامه الـ 100، إذ ولد يوم 9 ديسمبر 1916.

قبل مولده بما يقرب بـ 10 أعوام هاجرا الأب والأم الفقيرين من روسيا إلى أمريكا، تجنبًا الحرب والتجنيد، وكان دوجلاس الولد الوحيد إلى جانب 6 إناث، كان عليه أن يعمل منذ الصغر ليغطي نفقات الدراسة تعلم المصارعة وانضم لفريق المصارعة بالاحتفالات الصيفية، اشتغل ببيع الحلويات، ومارس الغناء لفترة أيضًا.

"وصل والداي إلى أمريكا، كانا غير متعلمين، فقيرين، كان أبي يجمع الملابس المستعملة للعمل ببيعها؛ إذ كان اليهود ممنوعين من العمل بالمصانع".

أحب صاحب المائة عام الإلقاء والتمثيل منذ كان طالبًا في المرحلة الابتدائية، زاد هذا الحب بالوصول للمرحلة الثانوية، ثم درس بأكاديمية الفنون في نيويورك بعد حصوله على منحة خاصة، حتى انضم للبحرية الأمريكية مع الحرب العالمية الثانية كضابط اتصالات، إلا أن الإصابة أبعدته عن الحرب.

عاد إلى نيويورك وإلى عالم التمثيل وساعدته الممثلة لورين باكال في المشاركة بأول أعماله السينمائية فيلم "The Strange Love of Martha Ivers".

اشتهر دوجلاس بتقديم الشخصيات الأسطورية أو المغامر الذي يثور ويخوض الحروب فقدم "سبارتاكوس"، وجون واين في فيلم " Lonely Are the Brave"، ورولف في " The Heroes of Telemar"، و"بيج" في فيلم " Scalawa"، والرسام فان جوخ في فيلم" Lust for Life".

يسير الولد بصحبة والديه في إحدى شوارع أمريكا يشير إلى إحدى إعلانات الأفلام ويقول لوالديه "يومًا ما سأكتب اسم أمي واسم على يافطة كهذه" فيضحك الوالدان.

تمر الأعوام ويصبح كيرك ممثلًا معروفًا، ويمتلك شركة انتاج تحمل اسم أمه "برينا" ويقول الرجل: "انظري يا أمي، برينا تقدم فيلم سبارتاكوس"... فترد السيدة: "أمريكا أرض الرائعة".

ثورة على نوعية الأفلام المقدمة كانت وراء تأسيس شركة برينا للإنتاج، لتقدم أفلام عديدة بينهم "سبارتاكوس" بتكلفة 12 مليون دولار، وتصل إيراداته إلى 60 مليون دولار، وحصل على 4 جوائز أوسكار.

"لم أفكر سوى أن أكون ممثلًا، لم أرغب في أن أكون منتجًا مطلقًا، لكن وجود أفلام محبطة والتراجع عن إنتاج أفلام جيدة دفعني للتفكير في كلام الصغير وخوض هذه التجربة، كنت محبطًا".

ولم يكتف كيرك دوجلاس -والد الفنان الأمريكي مايكل دوجلاس خلال مسيرته الفنية بتقديم 100 عمل فني على مستوى التمثيل، وشارك في كتابة عملين وإنتاج 30عملًا، وإخراج عملين.

وحصل دوجلاس الأب على 27 جائزة بينهم أوسكار عن مجمل أعماله خلال 50 عامًا وذلك سنة 1996، ورُشح لجائزة الأوسكار 3 مرات من قبل.

مثلما يقال أن فشل ثورة العبيد التي خاضها سبارتاكوس سببها أن الوجه الآخر لشجاعة سبارتاكوس هو قائد فاشل، وُجه لكيرك اتهامًا بأن الوجه الآخر للبطولات التي يخوضها في أفلامه والمنظمات الخيرية المنتمية لمؤسسته "دوجلاس" وراءها وجه يدعم الظلم؛ إذ قاد هو وابنه أكثر من حملة لدعم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وجمع أموالًا لبناء المستوطنات.

المصادر: (1) (2) (3)