50 فيلما من 22 دولة في مهرجان قرطاج السينمائي
أ.ف.ب:
افتتحت الدورة 25 لمهرجان "أيام قرطاج السينمائية" بعرض فيلم تمبكتو"، أحدث عمل للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، وأقيم حفل افتتاح المهرجان الذي يستمر حتى السادس من ديسمبر، في "المسرح البلدي" بوسط العاصمة الذي شيد سنة 1902.
وأعلنت السينمائية التونسية درة بوشوشة مديرة المهرجان، خلال حفل الافتتاح، أن "أيام قرطاج السينمائية" ستتحول بداية من هذا العام إلى مهرجان سنوي بعدما كانت تعقد مرة كل عامين بالتناوب مع مهرجان "أيام قرطاج المسرحية".
وأضافت درة بوشوشة أن المهرجان سيقدم، وللمرة الأولى منذ نشأته، عروضا سينمائية خارج العاصمة تونس في 6 مدن هي منزل بورقيبة وجندوبة "شمال" وتالة والقيروان وسط وقفصة ومدنين "جنوب" على أن يتم عام 2015 تعميم المهرجان على كل الجهات" في البلاد.
وقال السينمائي التونسي إبراهيم لطيف، في كلمة القاها خلال الافتتاح، إن مهرجان قرطاج السينمائي "حافظ على مكانته" على الرغم من ظهور مهرجانات "أكثر ثراء وبهرجة" في إفريقيا والمنطقة العربية.
وعبر "لطيف" عن أسفه لأن هناك أكثر من 100 قاعة سينما أغلقت في تونس منذ استقلال البلاد عن فرنسا سنة 1956، وخصصت وزارة الثقافة التونسية 8 قاعات سينما لاحتضان فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لايام قرطاج السينمائية.
وعبر المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو عن "تأثره" لافتتاح أيام قرطاج السينمائية بفيلمه "تمبكتو" المعروف أيضا باسم "شجن الطيور"، وأوضح أنه صور الفيلم الذي يدور خلال 97 دقيقة في وقت "استعجالي" وفي ظل "صعوبات كبيرة".
ويتناول الفيلم قضية التطرف الديني ويروي قصة صراع سكان مدينة تمبكتو في مالي مع اسلاميين متطرفين سيطروا عليها وفرضوا فيها فهمهم المتشدد للشريعة الاسلامية بإجبار النساء على ارتداء النقاب وتحريم الموسيقى والتدخين وكرة القدم واقامة الحدود، وساهم في إنتاج الفيلم تقنيون تونسيون حضروا حفل الافتتاح مع المخرج الموريتاني.
وكان "تمبكتو" الفيلم الإفريقي والعربي الوحيد الذي نافس للفوز بالسعفة الذهبية للأفلام الطويلة في الدورة الأخيرة لمهرجان "كان" السينمائي في فرنسا.
وتشتمل "أيام قرطاج السينمائية" على 3 مسابقات رسمية هي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ومسابقة الأفلام الروائية القصيرة ومسابقة الأفلام الوثائقية، ويتنافس في المسابقات الرسمية للدورة الخامسة والعشرين للمهرجان حوالى 50 فيلما من 22 دولة إفريقية وعربية.
ويرئس الممثل والسينمائي الأميركي الشهير داني جلوفر لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة والقصيرة، فيما يرئس الصحفي والناقد اللبناني بيار أبي صعب لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية.
وبحسب نص القانون المنظم لمهرجان قرطاج السينمائي "ينبغي للأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية أن تكون قد أنتجت خلال الـ 24 شهرا التي تسبق المهرجان" و"أن يكون مخرجها إفريقيا أو عربيا أو من أصل إفريقي أو من أصل عربي" و"أن لا يكون قد تم استغلالها تجاريا ولا ثقافيا في تونس باستثناء الأفلام التونسية".
و"لا يمكن لكل بلد المشاركة بأكثر من فيلمين في كل مسابقة رسمية باستثناء تونس التي يحق لها المشاركة بثلاثة أفلام على الأكثر في كل مسابقة رسمية" بحسب النص نفسه.
وساهم مهرجان قرطاج السينمائي في اكتشاف مواهب سينمائية صاعدة في إفريقيا والدول العربية وقد مر عبره سينمائيون بارزون مثل يوسف شاهين "مصر" ونوري بوزيد ومفيدة التلاتلي "تونس" ومرزاق علواش "الجزائر" وسليمان سيسي "مالي" وعصمان صنبان، ودجبريل ديوب منبيتي "السنغال" وإدريسا ودراغو "بوركينا فاسو".
ونشأت في إطار المهرجان منظمات وجمعيات سينمائية إقليمية وقارية مثل "اتحاد النقاد السينمائيين العرب" و"الاتحاد الإفريقي للسينمائيين" و"الجامعة الإفريقية للنقد السينمائي".
يذكر أن "أيام قرطاج السينمائية" انطلقت دورتها الأولى سنة 1966 أقدم مهرجان سينمائي في المنطقة العربية وإفريقيا، ويهدف المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة التونسية، إلى التعريف بالسينما العربية والإفريقية.