كتب- محمد حسين الشيخ:

جائتني رسالة على بريدي الإلكتروني الخاص، من أحد القراء لحلقات "حدث في مثل هذا اليوم"، تقول: أشعر أنك ضد الحضارة الإسلامية وكثيرا ما تكتب عن أعدائها وتغفل المؤامرة التاريخية عليها، ولذلك أتحداك لو نشرت الكلام التالي عن أحداث يوم " 27 نوفمبر" لأنها ستكشف المؤامرة الدولية على المسلمين... وهذا مفادها.

في مثل هذا اليوم 27 نوفمبر من عام 1095 بدأت المؤامرة بإلقاء البابا أوربانوس الثاني خطبته الشهيرة في فرنسا، والتي حرض فيها الغرب على الدولة الإسلامية، وبسببها بدأت الحروب الصليبية على بلاد المسلمين، ليُحتل المسجد الأقصى وأغلب دول الشام.

وفي نفس اليوم من عام 1874 ولد الرئيس الإسرائيلي، حاييم فايتسمان، والذي كان ضمن مؤسسي الدولة العبرية على جثث العرب والمسلمين.

استعمار الفرنسي

ولم تفيد دعوة رئيس بلدية القدس، عارف الدجاني، إلى ضم فلسطين إلى سوريا؛ تلاشيا لخطر فرنسا التي كانت تطمع في "أرض الرسالات" في مثل هذا اليوم من عام 1919، خلال انعقاد المؤتمر الفلسطيني الأول في القدس، إذ كانت بريطانيا لها تخطيط آخر، ظهر جليا في وعدها لليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين منذ عام 1917، فيما عرف بـ"وعد بلفور".

ويشاء الله أن يعيد الكرّة على الفرنسيين، في نفس اليوم الذي شهد إطلاق الدعوة إلى الحروب الصليبية من أرضهم، ففي 27 نوفمبر من عام 1942، تحرك الأسطول العسكري الفرنسي من "ميناء طولون" إلى الجزائر؛ هربا من هجمات جيش ألمانيا النازية عليه أثناء الحرب العالمية الثانية.

مؤامرة

في عام 1951 كانت المؤامرة قد أصبحت حقيقة ماثلة، وكان الجيش الإسرائيلي يدمر قرية "البونيشات" الفلسطينية، وأخذت الدولة العبرية تتوسع في ضم الأراضي العربية وقامت حروب، حتى أعلنت إسرائيل ضمها القدس إلى أراضيها وجعلها عاصمة لها، ولم يثنيها عن قرارها كل الجهود التي بذلت، بما فيها مؤتمر القمة العربي الذي انعقد في عمّان، وقرر في مثل هذا اليوم من عام 1980، قطع العلاقات مع أي دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو تنقل سفارتها إليها.

المؤامرة كانت على فلسطين ومن يقف معها، حتى نظام معمر القذافي في ليبيا الذي كان داعما للمقاومة ضد إسرائيل، اتهمته الولايات المتحدة وبريطانيا في مثل هذا اليوم من عام 1991 بتفجير طائرة "بان أمريكان" فوق اسكتلندا، والذي كان بداية لما عرف بـ"قضية لوكربي".

في نفس اليوم من عام 2007 عُقد مؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط بالولايات المتحدة، والنتيجة كما ترى، مجرد كلام، فلازالت فلسطين محتلة ولا زالت إسرائيل تضم أراض جديدة منها كل يوم.

بهجة

إلى هنا انتهت الرسالة... فرددت على صاحبها قائلا: عزيزي القارئ، السياسة هي لغة المصالح، ومن يمتلك القوة دائما يسعى إليه الغير، ولو أن العرب امتلكوها من تكنولوجيا أولا ثم اقتصاد ثم قوة عسكرية، لاستطاعوا تحرير فلسطين بدون دماء... وليس يوم 27 نوفمبر بهذا السوء الذي ذكرته، فلا تنسى أنه شهد انضمام "مها سكر" إلى شرطة استراليا عام 2004، لتصبح أول مسلمة محجبة تعمل في هذا المجال هناك، وأنت تعلم أن استراليا رغم كونها تقف وحدها بعيدة منعزلة عن قارات العالم القديم، إلا أن مجتمعها أوروبيّ ثقافة ولغة.

كما أن هذا اليوم من عام 1967، شهد ميلاد الفنانة الجميلة، شيرين سيف النصر، وهو أمر كفيل بأن يجعل اليوم مبهجا.

اقرأ أيضا