التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 03:43 م , بتوقيت القاهرة

فيلم عن 3 عاهرات مسنات يكشفن "دعارة الكبار" في بريطانيا

ترجمة- أحمد شهاب الدين:

افتتاحية الفيلم هي عبارة عن موسيقى مرحة، نقرأ معها على الشاشة عبارة "مكان ما في إنجلترا"، ثم تنتقل الكاميرا إلى منزل دافئ من بيوت الضواحي البريطانية، وتظهر عجوز متقوسة الظهر، مرتدية السواد بشكل كامل، تمشي بحذر شديد وتمهل، تهبط درجات السلم درجة درجة، حتى تقترب من الأرض، إنها العاهرة والجدة بيفيرلي (64 عاما)، والتي تمارس مهنتها خارج بيتها المتواضع، يحاورها تشارلي مخرج أفلام وثائقية، في مقابلة مصورة لا يقطعها إلا وصول زبونها ذي العشرين ربيعًا!

صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية استعرضت ظاهرة بيع كبار السن للهوى في بريطانيا، وفقًا لفيلم وثائقي على القناة الرابعة البريطانية، يكشف عن حياة ثلاث سيدات مسنات يمارسن الدعارة، "جدتي مرافقة" هو اسم الفيلم الوثائقي، ويهدف إلى إزالة الغموض عن ظاهرة "المرافقات المسنات" اللاتي تجاوزن الـ60 عامًا، ولازلن يمارسن الجنس مقابل المال، وهو الوثائقي الذي أخرجه وكتبه تشارلي راسل.

يقول تشارلي متحدثا عن تجربته "جئت لمعرفة المزيد عن حياة بيفيلي باعتبارها مرافقة مسنة، ولكني وجدت نفسي أنتظر بارتباك في مطبخها، وهي تمارس الجنس مع غريب فوق رأسي"، يذهبان إلى غرفة النوم، وتسمع صرير السرير على الألواح الأرضية، وبعد 20 دقيقة، تخرج بيفرلي معه وهما يضحكان، يسألها تشارلي "كيف وجدت ذلك؟"، تجيب بيفرلي "في الواقع، لقد كان لطيفا للغاية".

تستعرض الصحيفة الأمريكية الوضع القانوني لممارسة الدعارة في بريطانيا، فهي مهنة تشترط، حتى تكون قانونية، أن تبلغ من تمارسها 18 عامًا، وفي أماكن مغلقة، ويُقدر عدد العاهرات في المملكة المتحدة بـ100 ألف عاهرة، ونسبة ليست بالقليلة منهن كبار السن، وفي أكثر من 45 دقيقة يحاور تشارلي ثلاثة من العاهرات المسنات، محاولاً الإجابة على تساؤل معين، لماذا تختار المرأة في سنوات عمرها المتأخرة أن تكون عاهرة، بالإضافة إلى الدافع الذي يجعل الرجل يدفع ثمن الخدمة الجنسية لامرأة مسنة.

حكاية "بيفرلي"

بيفرلي مارست الدعارة منذ 25 عامًا، تتقاضى 50 جنيهًا إسترلينيًا على كل نصف ساعة، و90 جنيهًا في الساعة الكاملة، تقول عن بداياتها في تلك المهنة "زوجي السابق تركني مفلسة، وكان مقامرًا للأسف، لذا لم نكن نملك شيئًا بالمعنى الحرفي للكلمة، كنا نعيش على الخبز والمربى"، وعندما تركها زوجها، كانت مضطرة لتربية الأطفال وحدها، وتضيف بيفرلي "في يوم ما، شاهدت إعلانًا مكتوبًا على ورقة يقول مطلوب مرافقة، فاتصلت بهم"، وتوقعت أن يرافقها رجل نبيل يدعوها لتناول طعام الغذاء، وعندما وصل الرجل قال لها إنهم سوف يتنزهون، وفي نهاية اليوم كانت قد مارست الجنس مع 8 رجال مختلفين.

وعندما عادت إلى المنزل، قام طفلها بتحميتها، بسبب الاستياء الشديد الذي حل عليها، وظلت تتساءل "أوه يا إلهي، ماذا فعلت؟"، ولكنها بعد ذلك نظرت إلى المال الذي في يدها، وفكرت "حسنًا، على الأقل سنتناول طعامًا هذه الليلة"، لقد فعلتها الليلة الأولى، ولم يمسها الضر، ثم كررتها في يوم آخر، وآخر، وآخر، تقول بيفيرلي "إنها مجرد وظيفة في النهاية"، وعندما يسألها تشارلي، ألم تتعرض بيفيرلي للخطر،عندما يأتي الغرباء إليها دون وجود أمن، تجيب "نعم هو أمر خطر.. ولكنهم بلا ملابس ضعفاء أيضا".

صوفي..منقبة مسنة

صوفي امرأة منقبة في الستين من عمرها، بدأت ممارسة الدعارة في وقت متأخر، عندما وصلت إلى العقد الخامس من عمرها، وتعيش في الريف، في تلك المناطق يكون من السهل خدمة زبائنها، حيث لا يتجاوز عمرهم العشرين ربيعًا، بالإضافة إلى رجال أعمال سويديين في الـ30 من العمر، ورجال تتراوح أعمارهم بين سنوات العقد الثامن، يمارسون الجنس معها دون أن يسبب ذلك ضجة كبيرة! وهي تخدم جنسيًا 100 رجل في الشهر، وتعمل 6 أيام في الأسبوع.

قبل أن تعمل عاهرة، كانت تسكن في ليفربودليان، واعتادت أن تعمل 6 أيام ونصف في الأسبوع في مكتب، ولم يكن لديها متسع من الوقت لحياتها الخاصة، وتركها زوجها بعد عامين من قرانهما، واضطرت أن تربي الأطفال بنفسها، ولم تكن تواعد أي شخص في تلك الفترة، وتعلل صوفي ذلك قائلة "لم أكن أشعر أنه من الصواب للأطفال أن يدخل الناس علينا ويخرجون"، وأدركت صوفي في عيد الميلاد الثامن عشر لابنها الأصغر أن الحياة التي تريدها تدير لها ظهرها.

فوغل كوبيه أكبر العاهرات سنًا

وينتقل الفيلم إلى منطقة أكثر غرابة، إنها أكبر العاهرات عمرًا في بريطانيا، شيلا فوغل كوبيه، والتي تبلغ من العمر 85 عامًا، وتأخذ في بعض المرات أكثر من 250 جنيهًا إسترلينيًا في الساعة، تصفها الصحيفة الأمريكية بأنها "تبدو مثل جدتك بشكل نموذجي"، شعرها رمادي، وجهها مجعد، أسنانها مركبة، تسير ببطء متعثرة في شقتها، وتشير إلى سريرها مبتسمة: "هذا هو مكتبي".

معظم زبائنها من الشباب، تقول عنهم إنهم يرون فيها شيئًا خاصًا، وهو ما يمثل لها شعورًا لطيفًا، حيث تقول العاهرة العجوز "غالبًا ما يستدعونني الرجال ويقولون لي هلا استفضت في الحديث إلينا، إنك تجعلينا مستثارين عندما نتحدث معك"، تضحك وتكمل "أعرف أني مثيرة جدا جدا"، واستمرت شيلا في ممارسة العهر لمدة أربع سنوات، عندما رحل زوجها الثاني، ولكنها لم تترك شقتها لثماني أسابيع منذ أن خضعت لعملية جراحية أزالوا منها 33 سم من أمعائها، تتعثر في حمامها وتشير إلى البانيو، وتتحدث عن زبائنها الذين يشاركونها فيه، والدوش يهطل عليهم كما الأمطار.

وتحولت حياة شيلا رأسًا على عقب قبل ثلاث سنوات، حيث قالت إنها كانت متجهة إلى أحد الفنادق المحلية بحثًا عن وظيفة، وفجأة رأت صورة على غلاف صحيفة شعبية، وكلمة "امضغيها واحصلي عليها" وشعرت أن الإعلان يستهدفها، ولدى شيلا 3 بنات، و3 أحفاد، و2 من أبناء الأحفاد، ولم يعرف أيًا منهم التغير الوظيفي الذي طرأ عليها، واعتقدت في البداية عندما مارست الجنس مقابل المال أنها كما لو كانت ارتكبت جريمة قتل، تقول "لم أكن أصدق أنني يمكن أن أفعل أشياء مثل هذه"، وطلبت عائلتها أن تتوقف عما تفعله، وتحاول جاهدة رأب الصدع الذي حدث بينها وبين عائلتها بسبب هذه المهنة.

وترى شيلا أن هناك فارقًا بين امرأة كبيرة السن تمارس الجنس وأخرى شابة، فالعجوز تتفاعل مع الرجل بشكل أفضل، حيث تكون المشاعر أكثر قيمة في الممارسة وأشد عمقا، ولاتقتصر الممارسة على مجرد القذف ثم "شكرا يا سيدتي"، وتنهي الصحيفة الأمريكية تقريرها بكلمة لصوفي إحدى العاهرات المسنات تقول "سوف يكون لي صديق لساعة، سوف يكون لدي حبيب لساعة، وذلك يكفي، لا توجد جوارب قذرة علي غسلها"، تتوقف صوفي طويلا، قبل أن تستأنف حديثها: "أنت تعرف، ما أقوم به، بعض الناس يصنفونه بأنه غير أخلاقي، ولكن هل تعرف؟ أنا فعلا أحب ذلك، فلماذا لا يتوجب علي أن أكون قادرة على فعل ما أريد القيام به؟ وإن لم يتقبل الناس هذا، حسنا، إنها إحدى تلك الأشياء التي لا يتقبلها الناس"!