أحمد خالد توفيق.."عرَّاب" الجيل الجديد
كتب- محب جميل:
أحمد خالد توفيق أحد هؤلاء الذين انتشرت كتابتهم كحالة جديدة من الأدب، يجمع بين الخيال في كتاباته، ثم يربطه بالحالة العامة المُعاشة لأحد الشخصيات.
نوعٌ مختلف من الكتابة ظهر كمنصة تمهد لثقافة الـ"بوب آرت" في الكتابة، محاولة للخروج من عنق الزجاجة والنخبوية ربما. بين القبول والرفض، تبقى كتابات أحمد خالد توفيق مطروحة بقوة على الساحة.
الطبيب الممارس للكتابة
قال الكاتب الصحفي والشاعر سيد محمود: أعددنا صفحة حول أدب خالد توفيق في الأهرام المسائي، أعدها الدكتور "حاتم حافظ" لتناول ظاهرة الكتابة لديه، وليس عندي مشكلة شخصية مع ما يكتبه أحمد خالد توفيق. المشكلة ربما تكمن في أننا نسحب هذا النوع من الكتابة إلى غير منطقته.
وأضاف "محمود" أن خالد توفيق مهد لجيل جديد من الكتّاب، منهم محمد علاء الدين، وأحمد العايدي، ومحمد فتحي، وكانت بداية ظهورهم بشبكة روايتي الثقافية. وتابع: أعتقد أن مشكلتنا في الخلط، ففي دول العالم التي تمارس الكتابة، هناك تقاطع في الفنون، وليس هناك خلط، وإذا عدنا إلى روايته "يوتوبيا" نجدها تأخذ مستوى فنيًّا خاصًّا أعلى من روياته السابقة.
وأكد أن خالد توفيق لديه اتساق مع ذاته وكتابته، فهو يمارس مهنته كطبيب، ولا يشارك في ندواتٍ أدبية أو نقاشات، ولم يخرج على الملأ ليقول إنه أفضل كاتب.
في النهاية، قال صاحب "تلاوة الظل"، إن "أحمد خالد توفيق ناجح في كتاباته، وفي مساحته الخاصة التي يكتب بها مقالاته وترجماته، وربما لعبت وسائل الاتصال الحديثة، وشبكات التواصل الاجتماعي، دورها في الترويج لأعمال الخيال والفانتازيا".
رائد الرواية الجديدة
قال الناقد شعبان يوسف، "لم تجمعني للأسف صلة مباشرة بالدكتور أحمد خالد توفيق، لكني أقرأ له بانتظام، وتعجبني بعض أعماله، وله تأثير كبير وواضح على جيل الشباب، سواء بكتاباته أو مقالاته الأدبية، وأعتقد أنه لو توفر لبعض النقاد الفرصة لتطبيق تأثير رواياته على هذا الجيل، ستكون دراسة جادة ومهمة.
وتابع: "أعتقد أنه رائد لهذا النوع الجديد من الأدب، والذي ظهرت روافده فيما بعد في كتابات أحمد مراد وغيره، يمكنني أن أقول إن هذا الدور مشابه لدور نجيب محفوظ في الستينيات، مع اختلاف الميديا والأدوات التكنولوجية الجديدة في التسويق.
وأكد "يوسف" أنه يمكن أن نقول إن توفيق كاتب عمومي، وليس نخبويًّا، يُمكنك أن تقرأه في المترو، ومحفوظ نفسه لم يكن من كتاب "Best-Seller"، مثل فؤاد القصاص، أو إحسان عبد القدوس، مضيفًا "في النهاية أعتقد أن سبب انتشار كتابات أحمد خالد توفيق، جمعها بين المتعة والخيال، بالإضافة إلى البساطة".
الفانتازيا الأكثر بساطة
من جانبه، قال الروائي عمرو عز الدين، "في البداية كنت أريد قراءة أعمال أحمد خالد توفيق، وبعد قراءة أعماله أصبحت شديد التأثر بها، وبخاصةٍ المترجم منها، حيث احتوت على نوع من الخيال والفنتازيا بأسلوب سلس وبسيط، بعدها تقابلنا في منتدى رواياتي الثقافي، ثم كان لنا لقاءٌ في معرض القاهرة الدولي للكتاب، من هنا أخذت العلاقة شكلا آخر، بدأت أرسل له مجموعة من أعمالي، فيقرأها ويرسل الملاحظات عليها حتى تخرج بشكلٍ أفضل".
وتابع صاحب "رائحة منتصف الليل": "أذكر أن أحمد خالد توفيق كان يطمئن علينا بنفسه في أثناء الثورة". مؤكدًا: ربما كانت محطتنا التالية في مجلة "بص وطل"، حيث عملت على موضوعات كوميكس للمرة الأولى، وكانت ملاحظاته تقود العمل للأفضل.
وقال "عز الدين"، "وجدتني بشكل أو بآخر، أتأثر بنزعة الفانتازيا والخيال المُبسط الذي مهد له توفيق في روايتي الأخيرة رائحة منتصف الليل.