حب في خامسة ابتدائي .. تعملي إيه لو اكتشفتي إن ابنك بيحب؟
موقف قد يتعرض له أي والدين أن يفاجئك طفلك بمشاعر حب لصديقته في المدرسة أو النادي وهذا ما حدث مع الطفل كولا الذي كتب خطاب لصديقته بعد تعرضها للإصابة في قدمها أثناء لعبها كرة القدم في النادي.
كولا في الصف الخامس الابتدائي، عمره لا يتعدي عشر سنوات، تشعر وأنت تقرأ الخطاب الذي كتبه بمشاعر الحب والاهتمام الذي يحملها لصديقته، والذي جعل ابنة عمه تتأثر بما كتبه وتنشر نص الرسالة وصورته مع صديقته شيري على تويتر، ليتم تداول هذه الصورة عدة مرات مع مشاركات تحمل الإعجاب بهذه المشاعر التي كتبها طفل في العاشرة.
وعلى جانب أخر، نرى كيف تعامل والدي الطفلين مع مشاعرهما، فالتصرف السليم في مثل هذه المواقف مهم جداً لطفلك، الذي مازال في مرحلة تكوين شخصيته.
لم يسخر والديهما من مشاعرهما أو من العلاقة التي نشأت بينهما والتي تحمل مشاعر حب واهتمام، فحرصا على تبادل الزيارات العائلية وتنظيم خروجات مشتركة بينهم، وكما قالت نيكول روديجيز والدة شيري في تصريحات لموقع buzzfeed، أن كولا وشيري أصدقاء منذ عام تقريباً، والموضوع بدأ بدعوة كولا ابنتها إلى منزله بعد انتهاءهم من الرياضة في النادي، فتلعب شيري كرة القدم، بينما يلعب كولا البيبسبول في نفس النادي، ويحرصان على مشاهدة بعضهما البعض أثناء اللعب، وقالت والدة شيري أيضاً، أنهم لم يخرجا بمفردهما ابدأ، ولكن يحدث ذلك دائماً في اطار عائلي".
كما حرصت والدة الطفل كولا، على مشاركته الاهتمام بتشجيع صديقته أثناء اللعب، فكانت تحرص على مشاهدة مباراتها معه، وقالت والدة كولا، أنها كانت متواجدة مع ابنها لمشاهدة مباراة شيري والتي تعرضت بعدها للإصابة، وعندما وصل ابنها للمنزل كان حزيناً جداً وأراد أن يكتب لها رسالة ليخفف عنها، وشجعته على ذلك.
احتفظ كولا برسالته، وفاجئها بالرسالة مع بعض الحلوى ودب هدية عندما حضرت لمشاهدة تدريبات فريقها في النادي.
نصائح للتعامل إذا وقع طفلك في الحب
هذه القصة قد تكون طبيعية جدأ في الغرب، أما في مصر والدول العربية فالموضوع مختلف، قد لا تتقبل كل العائلات في مجتمعنا موقف مثل هذا، وخوفنا الزائد من مشاعر قد تكون طبيعية لأطفال في بداية المراهقة، وتصرفنا الخاطيء هو ما يخلق أطفالا مشوهين نفسياً، وقد نقتل مشاعر طيبة لدى الأطفال لتظهر بدلاً منها مفاهيم مغلوطة عن العلافة بين الولد والبنت وقد يفسر هذا سر وجود أطفال تتحرش بالفتيات في الشوارع، هذا ما قالته لنا دكتورة رانيا صابر أخصائي علم النفس والتخاطب والإرشاد الأسري والتربوي التي قدمت لنا عدة نصائح للتصرف السليم إذا تعرضنا لهذا الموقف:
- عدم المراقبة:
أهم شيء هو كيفية اكتشافنا لهذا الموضوع، لا يفضل أن يكون عن طريق المراقبة، ولكن من المهم أن يكون الطفل قد حكي لنا بنفسه، وهذا يتطلب وجود ثقة متبادلة بين الوالدين والطفل.
10 سنوات هو بداية عمر المراهقة، وفي هذا العمر من المهم وجود صديق للطفل يثق به ويحكي له، وشيء جميل أن يكون هذا الصديق هو الأب أو الأم، وبناء هذه الثقة تطلب مجهود من الوالدين من صغره، وقد تقوم الأم مثلاُ بحكي بعد الأمور عنها لطفلها حتى تعلمه كيفية الحكي، أو حتى يشعر بأنهم أصدقاء يتحدثون في كل شيء.
- الاستماع:
استمع جيدًا لطفلك، واترك له العنان ليحكي كل ما بداخله، دون انتقاد أو تعنيف، أو سخرية وتقليل من مشاعره، عامله كشخص كبير، فما يشعر به هو حقيقي وطبيعي في هذه المرحلة، وقد يكون تفكيره وتفسيره للحب مختلف عما يدور بذهنك، والتعنيف والتوبيخ قد يأتي بنتيجة عكسية فأول شيء سيفقد ثقته بك تماماً ولن يحكي لك مرة أخرى، كما أن التعنيف يقتل مشاعر طيبة، وبهذه الطريقة قد يصبح شخص قاسي عندما يكبر.
- التوجيه:
بعد أن تسمتع له يأتي دورك للتحدث كصديق وليس كولي أمر يأمر وينهي. حاول أن تركز على المعاني الإيجابية في حديثك معه، وأن تقول له أن مشاعر الحب شيء جميل وأنها مهمة بين الناس، نركز على معاني الاحترام في أي علاقة وأنكم أصدقاء أو اخوات ومن المهم وجود احترام واهتمام وخوف على بعض.
- الملاحظة عن بعد:
من المهم ملاحظة علاقتهم عن بعد، وإعطاء طفلك المساحة ليشعر بثقته بنفسه، وأنه مسموح له أن يعبر عما يشعر به، بدون مراقبة مباشرة ممن حوله، وبدون تسلط وتدخل طول الوقت، بهذا تحمي طفلك وتعزز ثقته بنفسه، وتبني شخص واعي متزن نفسياً وعاطفياً وإذا كانت العائلتين لديهما نفس التفهم يفضل أن يقوما بتنظيم خروجات عائلية أو زيارات متبادلة في المنزل.
والملاحظة قد تجعلنا نتدخل لحماية أطفالنا في الوقت المناسب، فالمشاعر في سن المراهقة متقلبة، وقد لا تدوم طويلا مشاعر الحب بينهما، وبدلأ من أن تصبح تجربة سيئة نستطيع التدخل في الوقت المناسب ونحتوى مشاعره ونوجه بشكل صحيح بدون أن يفقد الثقة في نفسه.