التوقيت الخميس، 26 ديسمبر 2024
التوقيت 10:32 م , بتوقيت القاهرة

تامر حسني وعبد الحليم حافظ.. ثنائي جمعهما "الشغف"

لماذا تامر وحليم؟.. الأخير اقترن اسمه بأصوات غنائية حاولت انتزاع بعضٌ من بريق مكانته الفنية أثناء وبعد رحيله، لكن الأيام أثبتت أن حليم سيظل النغم الحلو الذي يشدو في أذن الملايين مدى الحياة، مثل سابقوه ذهب تامر حسني إلى بيت حليم، وكأن شقة الزمالك تلك معبرًا لشَغاف المجد، ومع ذلك لا تجوز المقارنة بينهما، لكن هناك نقاط تماس وتشابه بين الاثنين، تجعل من تامر التلميذ النجيب، الذي أخذ بأسباب نجاح العندليب، في مشواره الفني الذي بدأ مع بداية الألفية.

(1)
حليم يبحث عن وجه جديد
عبد الحليم حافظ يحارب الجيل الجديد هاني شاكر، وعبد اللطيف التلباني، وقبلهم محرم فؤاد، تلك الرواية التي تنشرها الصحف تحتاج إلى رد فعل عملي من العندليب الأسمر، لابد من البحث عن شاب يتبناه فنيًا، وجد ضالته في الفتى "عماد علي سليمان" الذي سمعه يغني في حفل زفاف طبيبه الخاص في الإسكندرية، مارس 1973، الذي صار بعد رعاية حليم الفنية، اسمه "عماد عبد الحليم".


وجه جديد يبحث وراء حليم
تامر حسني – 19 عامًا - يبدو عليه الاستياء، لم يوفق في احتراف لعبة كرة القدم، لابد من حُلم بديل، إذًا فليكن الغناء والطرب؛ أخذًا بنصيحة الأم، يخرج من شروده على مشهد جنائزي في وداع عبد الحليم حافظ، من فيلم "زوجة رجل مهم" لـ محمد خان، ينبهر تامر بكاريزما حليم، يقرر البحث عن أسباب تألق هذا الأسمر، يعلق صورته على الحائط، ويستمع إلى شرائط الكاسيت القديمة، ويدندن "أنا لك على طول" كأنها المرة الأولى التي يختبر فيها حنجرته.

(2)
في رحلة الحياة
الحياة الشخصية لـ عبد الحليم حافظ تعتمد على ثلاث مشاهد رئيسية، الأول وفاة والديه وكفاحه حتى وصل للشهرة، ثم قصة حبه التي لم تكتمل، والمرض الذي صاحبه حتى وفاته في لندن، الجمهور يحفظ تلك التفاصيل عن ظهر قلب، ولم يحدث تفاعل مع مطرب آخر تحدث عن حياته الشخصية مثلما فعل حليم.

بينما تامر حسني ولد في ظروف مادية متواضعة، وتركه والده صغيرًا ما اضطره للعمل لمساعدة والدته، وهي رواية يدركها متابعوه عندما ذكرها في بداية مشواره الفني، وقد كان لهذا تأثيرًا ايجابيًا، حينما صدقه المعجبون والمعجبات، وساندوه في أزمة تهربه من الخدمة العسكرية، وخرجت تظاهرة دعمًا له، وهي سابقة لم تحدث مع مطرب عاطفي قبل تامر.

رغم قلة ظهورها الإعلامي، تبلغ الحاجة علية الأخت الأكبر لـعبد الحليم حافظ، مساحة هامة على الصعيد الإنساني، وحينما جسدت تلك الشخصية دراميًا، وضح مدى الدعم الذي كان يستمده حليم من تشجيعها له، وبعد سنوات يظهر تامر حسني في أكثر من لقاء تلفزيوني يتحدث عن والدته، التي شجعته على دخول مجال الفن، ويغني لها أغنية خاصة، وحينما شارك في أوبريت "أمي ثم أمي"، كانت الكلمات اختصارًا موفقًا للعلاقة بينهما.


بعد اللي عملتيه.. اعمل إيه يوم في اللي وصلتيني ليه؟
بعد اللي عملتيه...من حنانك من سماحتك الجنة تحتك ده اللي ربنا قال عليه



(3)
بشبه عليك

أيهما تامر حسني ؟!

طبيعي أن تساير نجمك المفضل في مظهره الخارجي، لكن أن يصل الأمر إلى تقليد كامل يرتقي لمرحلة الشبه، لم يتكرر هذا سوى مع عبد الحليم حافظ، الذي يدرك الكثيرون مفاتيح حركات الجسد، ونظرة العين، فضلًا عن قصة الشعر وألوان الملابس التي يرتديها، أما تامر فقد تعدى الأمر التقليد إلى اسلوب حياة، لقد سبق الجميع بموضة الذقن المشذبة، وظهر له أكثر من شبيه تقاربت ملامحه معهم، آخرهم المهندس عمر مصطفى، الذي علق عليه تامر بقوله: "ده شبهي أكتر مني".

(4)
ماليش انا سقف في الاحلامتامر وحليم


حينما أعلن عبد الحليم عن أغنيته الجديدة "توبة"، ذهب البعض إلى إنها أغنية دينية، لكن العنوان كان مضللًا لأول تعاون بين حليم واستاذه محمد عبد الوهاب، كانت أغنية عاطفية خفيفة، غير فيها عبد الوهاب من جلده تماشيًا مع الخمسينات.


 توبة إن كنت أحبك تاني توبة
بس قابلني مرة وتبقى دي اخر نوبة وبعدها توبة


البحث عن كلمات طازجة لم يعتدها المستمع، كانت تشغل بال العندليب دومًا، بينما تامر لم يكن يبحث فقط عن كلمات جديدة، بل كان يكتب بنفسه، وأدخل مصطلحات غريبة على الأذن، لاقى بعضها نقدًا لاذعًا مثل أغنية "خليها تاكلك"، لكن في تجارب أخرى استحسن الجمهور مغامراته الغنائية التي يخرج بها عن المألوف.


 مشكلتها بطلة العالم في النكد
ونمرة واحد في العقد
 شكاكة حاجة مش معقولة 


 

(5)
شغل سيما
فيلم عمر وسلمى (ج1)

 


عبد الحليم ليس أول من طرق باب السينما، لكن تأثير الـ 16 فيلمًا الذين قام ببطولتهم لايزال حاضرًا بقوة، موهبة حليم في التمثيل لم تكن على مسافة متقاربة من الغناء، لكنه كان يطور من نفسه، وامتلك رصيدًا سينمائيًا أحيا أغانيه، وقد كان يراوده حلم تمثيل فيلم دون غناء، وبعد ست سنوات من تجربته الأخيرة "أبي فوق الشجرة"، كان يتأهب سينمائيًا لفيلم "لا" عن قصة لمصطفى أمين، والتي جسدها بعد عقدين يحيى الفخراني في عمل درامي بذات الاسم.


تامر حسني، كان جريئا عن بقية جيله – مع استثناء خالد سليم – ودخل السينما بدور ثاني في فيلم "حالة حب"، وكون ثنائي ناجح مع زينة، سرعان ما ذهب إلى البطولة المطلقة مع السبكية، وحسب قوله كان يستند لغول تمثيل اسمه عبلة كامل في فيلم "سيد العاطفي"، بعد ذلك جاءت سلسلة "عمر وسلمى"، التي لاقت الكثير من النقد، لكنه استمر في تقديم توازن بين ألبومه الغنائي والتلفزيون والسينما.



(6)
اللعب مع الكبار

عمرو دياب وتامر حسني
 


كان التنافس بين عبد الحليم وفريد الأطرش واضحًا وقويًا، وكانت حفلات عيد الربيع هي مؤشر ذلك الصراع بين المطربين، في بداية مشوار حليم تنبه عبد الوهاب للموهبة القادمة، واستطاع احتواءها والتعاون معها، عكس فريد الذي لم يلحن لحليم، وقد كان تفسير الأخير، أن طريقة وأسلوب غناءه يختلف عن لون وطابع فريد الأطرش.


تامر حسني دخل في منافسة مع الفنان عمرو دياب، وبدأت معركة بين المعجبين، فريق ذهب إلى الهجوم على تامر، وفريق آخر يرفض تطور عمرو ويطالبه بالشكل القديم، وكان التنافس على أشده، حينما نزل ألبومي عمرو وتامر في توقيت واحد مرتين، الأول عندما أصدر ألبوم " اللي جاي أحلى" في وقت ألبوم عمرو "بناديك تعالى" عام 2011، وحينما أصدر تامر ألبوم "180 درجة" تقارب زمنيًا مع طرح ألبوم "شفت الأيام". ورغم ذلك ينفي تامر وجود أي منافسة، بل يؤكد أنه واحد من جمهور عمرو دياب.