مارفل تحافظ على الصدارة بـ Captain America: Civil War
بعد صدور فيلم Batman v Superman والضجة التي حققها، جاءت ستديوهات مارفل بردها في دور العرض من خلال فيلم Captain America: Civil War المنتظر، ولم تخيب مارفل جمهورها في الفيلم رغم القصة الأساسية المشتركة مع Batman v Superman وهي صراع البطل ضد البطل بدلا من الصراع التقليدي ضد الشرير، لدينا لكن نقطة التفوق هي أن الحرب الأهلية بين Iron man و Captain America جاءت منطقية وتم التجهيز لها في Avengers: Age of Ultron.
العامل المحرك للأحداث كان فكرة الذنب تجاه المدنيين والأبرياء الذين تلقوا الأضرار في معارك أفلام مارفل السابقة "Avengers - Captain America: the winter soldier - Avengers : Age of Ultron". كلها افلام ركزت فيها الكاميرا بالطبع على الأكشن وتركت الأضرار والقتلى من المدنيين، ولكن الآن تعود لتظهر قصتهم عندما توقع حكومات دول العالم اتفاق للاشراف على الأبطال الخارقين والذين حتى وإن كانوا يحاربون الشر إلا أنهم لا يعملون حسابا للقانون أيضا.
وبالتالي ينقسم الأبطال لفريقين الأول براجماتي يوافق على العمل في إطار قانوني يمثله الرجل الحديدي، والثاني فريق مثالي بقيادة كابتن أمريكا يرفض القانون باعتباره تقييدا لحرية الفريق في العمل.
تجنب الفيلم هنا أخطاء فيلم Avengers: Age of Ultron حيث فشل المخرج جوس ويدن في توظيف العدد الكبير من الأبطال، بينما هنا لدينا الأخوين جو وأنتوني روسو يحولان زحام الأبطال الخارقين إلى سيرك استعراضي بحركات أكشن جديدة رغم أنه من المفترض أن يكون المشاهد تعرف بالفعل على قدرات كل شخصية.
الوظيفة الأساسية للفيلم ألا يشعر المشاهد بالملل وهذا ما نجح فيه الأخوين روسو بتوظيف المؤثرات وحركة الكاميرا التي تنتقل من معركة لأخرى بدون قطع تركيز المشاهد حتى مع النكات التي تتميز بها أفلام مارفل، أما مشهد قتال الرجل الحديدي مع كابتن أمريكا الذي يفترض أنه ذروة الفيلم ظهرت فيها عبقرية الأخوين روسو المعروفين بالتركيز على حركات الأكشن حيث استعانا بديفيد ليتش وتشاد ستاليسكي - صاحبا فيلم الأكشن العنيف جون ويك- من أجل تصميم حركات قتالية جديدة.
الفيلم أيضا نقطة انطلاق لشخصيتين من مارفل سيكون لكل منهما فيلم خاص هما سبيدرمان وبلاك بانتر، وبهذا تتجاوز مارفل الفصل الممل بالتعريف بالشخصية وبنائها الذي يستهلك نصف الفيلم لو كانت ظهرت فيه بدون تقديم في Civil War، ونلاحظ أيضا الاختلاف الشاسع بين الشخصيتين فسبيدرمان مجرد طالب في المدرسة، مرح كثير الكلام والمزاح، مقابل بلاك بانتر الصارم قليل الكلام والذي يحكم مملكة.
تجدر الإشارة لأداء دانيل برول الذي يقوم بدور شرير الفيلم "زيمو"، فإذا أردت قياس أى بطل يجب أن تقارنه بمستوى كفاءة الشرير، وهنا كان برول مميزا كشرير غير تقليدي مختلف عن شخصيته في الكوميكس، فهو يحرك الأحداث من الخلفية لدرجة أنك لن تعرف الهدف الذي يسعى إليه إلا في أخر الفيلم، وهو وكل ما يفعله يتم بدون قوى خارقة أو سلاح دمار شامل فهو يستخدم عقله أولا، وحتى في نهاية الفيلم سيترك الجمهور متسائلين إن كان نجح أم فشل.
الخلاصة
انتصار جديد لمارفل يثبت انها لم تهتز بدخول المنافس دي سي للساحة والفيلم لن يشعر فيه المشاهد بالملل، محبي الأكشن سيحصلون على ما يريدون، ومحبي الكوميديا سيحصلون على ما يريدون، ومن شعروا بالخيبة من Avengers: Age of Ultron سيتم تعويضهم.