في لقاء تليفزيوني نادر لها، كشفت منيرة المهدية عن بداية اشتغالها بالتمثيل وتجسيدها أدوار الرجال في روايات الشيخ سلامة حجازي، مشيرة إلى أنها جسدت شخصية "روميو" في أحد عروضها، ولفتت إلى أن أول دور نسائي لها كان في مسرحية "كارمن"، بعد أن عودت الجمهور على الظهور له في ثوب الرجل. 

ويوافق اليوم 11 مارس ذكرى رحيل زكية حسن منصور، الشهيرة بـ "منيرة المهدية" التي لقبها جيلها بـ "سلطانة الطرب" ورحلت عام 1965 عن عمر يناهز 86 عاما، بعد أن حطمت القيود المفروضة على المرأة بعدم احترافها الغناء.

ولدت زكية حسن منصور في محافظة الشرقية مركز ههيا بقرية المهدية، وترجع تسميتها بـ"منيرة المهدية" إلى القرية التي ولدت فيها، بينما توفي والدها في سن صغير، واتجهت هي للغناء في الحفلات والليالي بمدينة الزقازيق، حتى أقنعها أحد أصحاب المقاهي بالتوجه إلى القاهرة لاحتراف الغناء.

وعانت "المهدية" كثيرا حتى أقنعت أسرتها بالاستمرار في الغناء، وألتقت بالشيخ سلامة حجازي الذي سمع صوتها وهي تغني إحدى أغانيه، فقال لها "ما حدش هيورثني غيرك"، وبعدها لقبها بصاحبة "الصوت الأبيض".

وتمييزت "المهدية" بشخصيتها القيادية والقوية، ففتحت ملهى خاص بها سمته "نزهة النفوس" وتحول بعدها إلى ملتقى للمفكرين ورجال السياسة والصحافة، حيث كانت تتميز بالكاريزما وجذب جميع الشخصيات لها حتى لُقبت بـ "السلطانة". 

وبعد ظهور كوكب الشرق أم كلثوم، واتساع سيطها، اهتز عرش "السطانة" خاصة بعدما تركها الملحن الكبير زكريا أحمد، وبدأ يعمل مع المطربة الناشئة حينها في بداية الثلاثينات، فقررت "المهدية" أن تستخدم سلاح الصحافة ضد "كوكب الشرق" عن طريق الصحفي محمد عبدالمجيد حلمي الذي انهال بالمقالات النارية على غريمة "السلطانة". 

واستغلت "المهدية" وجود شكوى قديمة من أم كلثوم في محكمة السنبلاوين ضد أحد شباب القرية بتهمة الاغتصاب، وكان هذا مدخلا مناسبا للخوض في عرض "كوكب الشرق" كاد أن يطيح بها من على قمة الساحة الغنائية ويعيدها إلى بلدها، لكن تدخل الشيخ أمين المهدي بإقناع والد أم كلثوم بعدم فعل هذا حتى لا تؤكد الشائعات عليها، وبالفعل قررت التصدي للشائعات والاستمرار في الغناء.

وبعد فترة وجيزة فشلت مخططات "المهدية" في الإطاحة بـ"كوكب الشرق" فقررت الانصراف عن الصحفي محمد عبدالمجيد حلمي، واعتزلت الغناء بعد أن انقلب السحر عليها، وتفرغت لحياتها الخاصة.