الإضاءة المنزلية بالطاقة الشمسية
سوف أعرض لكم تجربة معمارية فريدة، عبارة عن منزل مصمم بطريقة تسمح بتأمين الإضاءة المنزلية الصحية عن طريق التكنولوجيا الحديثة، هذا المبنى مجهز بكل الوسائل المطلوبة للبيت الذكي، ويضم المنزل في داخله شبكة لوحية تُخزن الطاقة الشمسية لستخدامها في توفير الطاقة والإضاءة المنزلية داخل المبنى.
هذا المنزل من تصميم المعماري Rodrigo Rubio، وهو مدرس في معهد برشلونة للعمارة، ويريد المصمم هنا أن يلفت الانتباه إلى أنه يجب علينا عند تصميم المنزل أن نأخذ في الاعتبار أماكن وضع الألواح التي توّلد الطاقة عند امتصاص أشعة الشمس، فالمنزل مصمم بحيث لا تشعر بأن هناك شيئا قبيحا أو مزعجا تم وضعه أعلى المنزل لتوليد الطاقة، هذا المنزل هو اختبار للتكنولوجيات، حيث تم تقديم هذا النموذج لاختبار أهميته المعمارية ومدى تأثيره على التكنولوجيا الحديثة والإضاءة المنزلية.
هذا المبنى مكون من هيكل يحتوي على كل المستلزمات العصرية التي تخدم الأشخاص بداخل المبنى، وتؤمن لهم الإضاءة المنزلية الصحية تبعا لعوامل التكنولوجيا الحديثة.
التصميم يهدف إلى الاستفادة من الكتل المكونة لواجهاته الأربع، فهذه الكتل مثلثة الشكل تضيف إلى المكان الطاقة بدون تشويه للشكل الجمالي، كما أن الإضاءة المنزلية الصحيحة. حجمها ومكوناتها تختلف تبعا لاتجاه المنزل والشمس، والعلاقة مع البيئة والاحتياجات التقنية الأخرى، عن طريق المثلثات الموجودة بالواجهات يمكن تغيير أجزائها أو اتجاهاتها نقوم بتغيير نظام كامل وليس فقط شكل خارجي، إن التغيير الذي يطرأ على هذه الأشكال المثلثة يؤثر على الطاقة وتوزيعها وعلى الإضاءة المنزلية.
من حيث الطاقة، المثلثات الموجودة على واجهة المبنى زُودت بلوحات ضوئية مجهزة لامتصاص أشعة الشمس. ويكون تجهيزها أيضا مع حماية متفوقة، لتوفير الحماية ضد الإشعاعات الشمسية السلبية خلال الأشهر الحارة، أو السماح لدخول الإشعاعات المفيدة خلال الأشهر الباردة، وبهذا تعمل هذه اللوحات بشكل موجه لتتناسب مع حالة الطقس الخارجية، فتدمج الخارج بالداخل وتجعل البيئة الخارجية المفيدة داخل المنزل، فتكون إضاءة منزلية موزعة بعناية وصحية.
الانكسارات والزوايا التي صممها المعماري في صناعة هذه النوافذ مثلثة الشكل كانت لخدمة حركة دخول أشعة الشمس إلى البيت، حيث تختلف الزوايا، وتوجهها حسب مكان الشمس وحركتها خلال الشتاء وخلال الصيف، وبذلك تتناسب الإضاءة المنزلية مع حركة الفصول، فيستقبل المبنى من خلال نوافذه المفيد من الأشعة ويطرد الزائد المضر.
ويوجد هدف آخر لتلك الانكسارات والزوايا بهذا المنزل، هو أننا دائما نسعى لتحقيق أقصى قدر من المساحة الداخلية، هذا سيحدث داخل فراغات المبنى، وخاصة أنه من خلال هذه الأشكال المثلثة تخلق في الداخل مساحات للتخزين ولوضع الوحدات والخزائن.
أما الهيكل الخارجي للمنزل فهو من خامة الخشب الطبيعي، لماذا؟ الخشب هو مادة طبيعية تعيش وتنمو تحت أشعة الشمس، وهذا ما يكمل الفكرة الأساسية لمنزل الشمس الذي بناه المعماري في برشلونة.
إنه بيت للطاقة الشمسية مع المواد الخشبية مما يؤمن الإضاءة المنزلية الصحية. النوافذ الموجهة واللوحات الشمسية المسيطرة على الحرارة كما الخشب وهو مادة لينة وسهلة التطويع وسهلة للعمل. فالخشب من المواد الدافئة التي تتناسب مع أشعة الشمس، وتوفر العزل الحراري بصورة عالية من خلال التقنيات المستخدمة داخل الهيكل، وتؤمن الإضاءة المنزلية للمبنى.
أما مدة إنشاء هذا المنزل هي خمسة أسابيع فقط بعد تقطيع الخشب، ولقد قال المعماري إنه بعد تجهيز الخشب اللازم لإنشاء هذا المبنى وتقطيعه وفقاً للمقاسات المطلوبة، ينقل إلى الموقع ويركب خلال خمسة أسابيع. مكونا هذا المنزل الجميل، وبالإضافة إلى السرعة في وقت البناء، وآخر أهم الإنجازات العظيمة لهذا النظام هو الدقة. قد تم طرح هذا النظام من خلال لقاءات عديدة، صمم ونفذ بدقة لا متناهية. مع هذه الدقة، يقطع الخشب ثم ينقل إلى الموقع بعد تحضير أماكن التثبيت وفتحاتها.
هذا المنزل من تصميم المعمارى Rodrigo Rubio