كراش 101
هل تفكرين فيه كثيرًا؟ هل تقضين معظم وقت فراغك في محاولات تتبعه على شبكات التواصل الإجتماعي؟ هل تشعرين بالسعادة البالغة للقائه؟ هل تشعرين بالغيرة بسبب علاقات هذا الشخص مع الأخريات؟ هل تهتمين بملابسك بطريقة أكثر من المعتادة على أمل أن يجدك في أحسن حالاتك إذا قابلتيه صدفة؟ هل تتحدثين عنه مع صديقاتك بسبب أو دون سبب؟
قد تُفسَر إجابات الأسئلة السابقة بنعم على إنها علامات الوقوع في الحب ولكنها في الحقيقة العلامات الصريحة "للكراش". و"الكراش" كما إتفقنا في المقال السابق مصطلح مستورد للتعبير عن مشكلة قديمة وهي مشكلة الإفتتان. الكراش هو الإنجذاب الشديد لشخص لأسباب ظاهرية في أغلبها وغير منطقية في مجملها.
تبدأ رحلة الإنسان مع فكرة "الكراش" من المراهقة. الإفتتان بالفنانين ولاعبي الكرة مثلا، أو حتى المدرسين أو بعض أفراد العائلة الأكبر سنًا هو أول صورة من صور "الكراش". لا يشعر المراهقون بمشاعر الحب التي يشعر بها البالغون، فقط إنجذاب شديد غير منطقي لأشخاص يخلطون بينه وبين مشاعر الحب. تمهد "الكراش" الطريق للمراهق للشعور بالحب بعد تجاوز مرحلة التقلبات. ولكن تجاوز تقلبات المراهقة لن تمنع البالغون من الوقوع في فخ "الكراش" أحيانًا.
كيف تفرقي (تفرق) بين مشاعر الحب و"الكراش"؟
الحب ببساطة إنجذاب للعلاقة في حين أن "الكراش" إنجذاب للشخص.
إجابة قاسية؟ ربما. ولكن قبل أن نحدد درجة قسوة الإجابة عليكِ أولًا أن تطرحي على نفسك مجموعة من الأسئلة. ما هي درجة معرفتك بهذا الشخص؟ هل يعلم هذا الشخص بوجودك أصلًا أم أنك تمارسي الحب عن طريق الريموت كونترول؟ هل يعلم هذا الشخص بإعجابك؟ هل لمحتي له أو صرحتي عن تلك المشاعر؟ كيف كانت إجابته؟ كيف يعاملك هذا الشخص؟
إذا لم يكن هذا الشخص يعلم بوجودك أصلًا فللأسف مشاعرك مهما كانت قوية فهي لا تزيد عن الإعجاب. ربما قد يتطور هذا الإعجاب يومًا ليصبح حبًا إذا ما تم التواصل بينك وبين الشخص محل "الكراش" وبادلك إعجابك بإعجاب. لكن – مرة ثانية – للأسف لا يوجد حب بالريموت كونترول.
أما إذا كانت مشاعرك تجاه شخص في محيطك (يعلم بوجودك على ظهر الكوكب الأزرق بطريقة ما) فهناك بعض الملاحظات التي تدل على إنه يبادلك الإعجاب. كأن يبادر دائمًا للسؤال عنك، وألا يبخل عليكِ بالمجاملات وأن يجعل من "كم جئت ليلى بأسباب ملفقة" شعارًا لتعاملاته معك فيختلق أسبابًا للقاء والحديث. ومن العلامات أيضًا ألا يتأخر في الرد على مكالماتك الهاتفية أو رسائلك النصية (لا مافيش حد بينشغل 3 أيام من غير ما يشوف الموبايل!). إذا كان الشخص معجبًا بك سيحرص على أن يلفت إنتباهك لهذا الإعجاب بكل الطرق. فإذا ثبت لك أنه يبادلك المشاعر فأنت على الطريق الصحيح للحب.
أما إذا لاحظ إعجابك وأظهر فتورًا وعدم إهتمام وإهمال، لا تستسلمي للأسى وتذكري أن "الكراش" مشاعر مؤقتة تذوى مع الوقت أو مع ظهور مشروع إعجاب جديد.
لا تقلقي، هيجي غيره!