قال الإعلامي يوسف الحسيني، إنه قبل ثورة يناير كان الإعلام الخاص بدأ بداية أشبه بالبدايات المشينة، وكأن يتجه لـ"الأرجزة"، وكان يجيء بالممثلين و"يحزمهم" على الهواء، ومع الوقت لم يلق هذا قبولا لدى المواطن، لأنه كان استنساخ من البرامج اللبنانية والغربية، موضحا أن برنامج التوك شو أثار غيرة القنوات الفضائية الأخرى، لتبدأ البرامج السياسية رغم أنها كانت محصورة حينها.

وأوضح "الحسيني"، في حواره مع  الإعلامي خيري رمضان ببرنامجه "ممكن" عبر فضائية "سي بي سي"، مساء أمس الخميس، أنه كانت هناك برامج بعقلية القطاع الخاص، وحدث الاتجاه فورا إلى إعلام متعدد الآراء، والنظام لم يكن في يده التكبيل حينها، ولم يكن هناك تدخل من نظام حسني مبارك كما يعتقد البعض، وبعدها دخلنا في مرحلة 25 يناير، مضيفا أن الإعلام ما بعد الثورة مرورا بثورة 30 يونيو، كان "إعلام التسريبات، وإعلام المليونية، وإعلام التفويض".

وتابع: "المشكلة بدأت تظهر بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأن الجماهير لا تريد لأحد أن يتحدث باسمها، وهذا كان إعلام التفويض، وأصبحت هناك فاشية شعبية، وساهم في هذا جانب من الإعلاميين، وأصبح هناك إعلاميون يدخلون في المليونيات، مع ترويج مصطلح العميل والممول، رغم أنه خاطئ قانونيا وأخلاقيا".

وتسائل الإعلامي: "الناس غضبانة من الإعلام، أم السوشيال ميديا هي الغاضبة من الإعلام؟ ولماذا هي غاضبة، والسوشيال ميديا لم تتسبب في عزل وزير العدل كما يشاع، ولو كان الشعب غضبان، فهو بسبب حالة الفاشية، وهناك إعلام فاش، أما لو كان المذيع يحاول التحاور مع الضيف ويوجهه لما يريد فهذا لا شيء فيه". وأضاف: "الناس تحس بفقدان الثقة في الإعلام، والأمر ليس غضبا".