التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 11:29 م , بتوقيت القاهرة

إيرلندا جنة للمثليين.. وسط انحسار سلطة الكنيسة

صوّت الناخبون الإيرلنديون بالموافقة على تشريع زواج المثليين في استفتاء تاريخي، أجري يوم الجمعة الماضي، بحسب ما أفادت نتائج نشرتها السبت قناة التلفزيون الوطنية ITI. وأجري الاستفتاء بعد 22 عاما على إلغاء تجريم المثلية الجنسية، وأثار حملات واسعة من النقاشات في البلاد في الآونة الأخيرة.


وأشارت هذه النتائج إلى أن 62.3% أيدوا إجازة زواج المثليين، في 40 من الـ 43 دائرة انتخابية، ويتيح الإصلاح الدستوري الذي أيده الناخبون الإيرلنديون "زواج شخصين دون اعتبار الجنس".



وتصبح إيرلندا بذلك الدولة الـ19 في العالم، والـ14 في أوروبا التي تشرع زواج المثليين. لكنها الوحيدة التي فعلت ذلك من خلال استفتاء شعبي في حين أجازته بقية الدول عبر البرلمان.


وتجمع مئات من الأشخاص في دبلن، للاحتفال بهذا النصر الذي اعتبروه "تاريخيا". 



وتشكل هذه النتيجة هزيمة للكنيسة الكاثوليكية، التي نشطت بقوة ضمن معسكر رفض تشريع زواج المثليين، وتعكس تراجع تأثيرها على المجتمع الإيرلندي.


وأتت هذه النتيجة بعد أسابيع من النقاشات عكست تساؤلات الإيرلنديين بشأن تأثير الكنيسة على حياتهم اليومية.




 


وأعلن وزير الحكومة الإيرلندية، ليو فارادكار، في وقت سابق، مثليته في بداية حملة الحكومة، وقال إن "دبلن صوتت لصالح السماح بزواج المثليين. نحن أول دولة في العالم تضمن المساواة في الزواج في دستورها، ونقوم بذلك عن طريق التفويض الشعبي. هذا يجعلنا منارة، نور لبقية العالم في الحرية والمساواة. إنه يوم فخر كبير لأكون إيرلنديا".



وكتبت صحيفة "إيريش صن أون صنداي"،  في عدد الأحد، أن إيرلندا خرجت رسميا من ظل الكنيسة الكاثوليكية، لتعبر عن كل المحبة والاحترام الذي تكنه لاؤلئك الذين عانوا لقرون.   


وقال بانتي بليس، النجم المشهور الذي يرتدي ملابس نسائية، "لم تعد الكنيسة الكاثوليكية تحكم إيرلندا. إيرلندا تغيرت منذ زمن والاقتراع ليس إلا الدليل على ذلك".   


وذكرت صحيفة "الإندبندنت"، أن الكنيسة كانت الجهة التي لا يمكن الاستغناء عنها في المجتمع الإيرلندي. وأنها تقوم برسم سياسة الحكومة علنا من خلال ممارسة الضغوط عليها، وأيضا من خلال إجراء مشاورات سرية.


 وأضافت "لعقود بقيت سلطتها (الكنيسة) المعنوية فريدة، لكن الزمن الذي كانت لها فيه الكلمة الفصل قد ولى. وإن بقيت إيرلندا في 2015 من البلدان الأكثر كاثوليكية في أوروبا خسرت الكنيسة هيمنتها على المجتمع، لأنها لم تتوقع تقلباته الاجتماعية والاقتصادية، ولأنها بقيت متمسكة بمواقفها المحافظة."