التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 05:04 م , بتوقيت القاهرة

لماذا أدخل الملك فاروق إسماعيل ياسين مستشفى المجانين؟

أضحكنا حتى في مشاهده الحزينة، رسم من ابتسامه نغمة مفرحة، حين تسمع كلماته وإفاهته تدرك أنها بداية لعرض جميل على الشاشة الصغيرة، وحتى بعد مرور أكثر من أربعين عاما على وفاته، فهو أسطورة كوميدية من نوع خاص، إنه إسماعيل ياسين.




المونولوجست الصغير 


كانت حياته مليئة بالمواقف الصعبة والطريفة، فهو الابن الوحيد لصائغ ميسور الحال، في مدينه السويس، ثم مات والده تاركا له ديونه، فعمل مناديا بإحدى محلات الأقمشة، وللسيارات بمواقف الأتوبيس، وكأنه كان التدريب الأول لصوته الذي يبحث عن فرصه النجاح، فانتقل إلى القاهرة في بدايه الثلاثينيات.




أب لابن واحد



تزوج مرتين في 6 أشهر، ولكن الأشهر كانت زيجته الثالثة، من "فوزية"، والتي أنجب منها ابنه الوحيد المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين، فكانت فوزية قصة حب من النظرة الأولى، عندما قرر الذهاب إلى الإسكندرية بعدما اشترى أول سيارة في حياته، للبحث عنها، بعدما رآها الصيف الماضي ترافق صديقتها زوجة مدير المسرح.


 


اسمه عنوان أفلامه 



 


اشتهرت أفلام إسماعيل ياسين، بأنها كانت تحمل أغلبها اسمه، ومن هذه الأفلام إسماعيل ياسين في متحف الشمع، وإسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة، وإسماعيل ياسين في الجيش، وإسماعيل ياسين في البوليس. كما قدم 16 فيلما في العام الواحد، وهو رقم لم يستطع أن يحققه أي فنان آخر، فاعتبرت أعوام 52 و 53 و54 عصره الذهبي في طريقه الفني.

المضحك الحزين 




تلقى إسماعيل ياسين الكثير من الضربات لم يضعها في حسبانه، فبعد أن كان يقدم أكثر من 10 أفلام في العام الواحد، انحسرت الأضواء عنه تدريجيا، وهي الفترة التي كان يعاني فيها من مرض القلب، لأنه لم يكن من المقربين من المسؤولين في الحكومة، التي تدخلت في الإنتاج الفني بفترة الستينيات، ما اضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966، ثم سافر إلى لبنان وعمل في بعض الأفلام القصيرة.

سمعة في مستشفى المجانين 
"مرة كان في واحد مجنون زي حضرتك"، جملة قالها سمعة للملك فاروق، فثار غضب الملك ورد غاضبا "أنت بتقول إيه يا مجنون؟" فما كان من سمعة إلا التظاهر بالاغماء كي يخرج من ارتباكه وحرجه.


فاروق لم يفوّت الأمر وأرسل طبيبه الخاص كي يعاين إسماعيل يس، وعندما حضر الطبيب اكتشف حالة الارتباك التي يعانيها وحاول إخراجه من الورطة بتقرير يكتبه للملك عن حالة سمعة العصبية السيئة التي جعلته يفقد وعيه مؤقتا. وبعدها قرر فاروق إرسال إسماعيل إلى مستشفى الأمراض العقلية، لتلقى العلاج هناك وبالفعل مكث إسماعيل بالمستشفى لمدة 10 أيام، وتلقى العلاج على نفقته الخاصة.



آخر ابتسامة



عاد إلى مصر محطما كسيرا، وعمل في أدوار صغيرة لا تتناسب مع تاريخه الحافل، كان الرئيس السادات يفكر في تكريمه ولكنه ترك الحياة في 24 مايو 1972، إثر أزمة قلبية حادة، قبل أن يستكمل تمثيل دوره الأخير والصغير في فيلم بطولة نور الشريف.

"عاطلا.. بائسا.. تملأ الدموع عيني بعد أن ملأت قلوب الناس بالأفراح"، كلمات أنهى بها إسماعيل ياسين حياته في خطاب لجمال عبدالناصر، ولكنه سيظل نموذجا فريدا لا مثيل له في تاريخ الكوميديا.