تعد "المحاكمة" أحد أشهر روايات كافكا، التي يستيقظ بطلها السيد "جوزيف ك" ليجد نفسه متهما من قبل جهاز إداري يقدس اللوائح والروتين، ويتعامل مع مواطنيه كرقم داخل سجل، ما شخصه كافكا، على أنه كابوس أصاب بطل روايته، شيء شبيه بالواقع المصري الذي حدث فيه ذلك بالفعل. 

بالتزامن مع حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن مساعي جادة لتطوير الجهاز الإداري للدولة، نشر أحد مستخدمي موقع "فيس بوك" تجربة شخصية مع مصلحة السجل المدني، المختصة بتوثيق أوراق الثبوت الشخصية للمواطنين.

القصة كما رواها محمد لبيب، أحد خريجي كلية الفنون الجميلة، تشبه إلى حد كبير سيناريو فيلم "المراكبي" للفنان صلاح السعدني، غير أن مشكلة السعدني كانت واقعية يعاني منها عدد كبير من المواطنين ساقطي القيد في مصر، أما قصة محمد لبيب، فهي سريالية إلى حد أن سلفادور دالي نفسه، سيقف أمامها متعجبا.

لفت منشور لبيب، أنظار عدد كبير من متابعيه عبر "فيس بوك"، بعضهم روى تجربته الشخصية على كيفية عمل المصالح الحكومية في مصر، الأمر الذي تحول معه المنشور، إلى ما يشبه شهادة حية من المصريين على عبث الروتين في المصالح، التي تذخر بعدد لا نهائي من الموظفين.

تتلخص القصة في سلسلة متصلة من سوء الحظ، حيث سجّل الوالد ابنه عقب ميلاده بيومين، وصادف ذلك أن يكون يوم 29 فبراير، ولسبب ما لا يعلمه أحد، سجّل موظف السجل المدني تاريخ تحرير الشهادة بتاريخ 31 فبراير! الأمر لم يتم اكتشافه إلا بعد محاولة لبيب استخراج بطاقة الرقم القومي، ليفاجئ بموظفة السجل تطالبه ببساطة شديدة أن يسعى لإثبات وجوده.

فكيف تم التحايل على الأمر، رغم الدخول في دهاليز السجل المدني، هذا ما رواه لبيب في قصته التي يحسده عليها، أحد أشهر الكتّاب فرانز كافكا.

والآن: إن كان لديك تجربة شبيهة بتجربة لبيب شاركها معنا.