في ذكرى انتحارها.. داليدا: سامحوني الحياة لم تعد تحتمل
تحل اليوم الذكري الـ28 على انتحار داليدا، التي انطلقت إلى عالم الشهرة من خلال فوزها في مسابقة ملكة جمال مصر سنة 1954.
في 3 مايو عام 1987، انتحرت الفنانة داليدا بجرعة زائدة من الأقراص المهدئة، تاركة رسالة تقول فيها: "سامحوني الحياة لم تعد تحتمل"، ودفنت بمقابر المشاهير في باريس.
وصُنع لها تمثال بنفس حجمها الطبيعي، وضع على قبرها، ويعتبر أحد أكثر الأعمال المنحوتة تميزا في المقابر الخاصة بالمشاهير.
بدايتها
ولدت داليد في 17 يناير 1933، في حي شبرا بالقاهرة، لأبوين إيطالين ولدا في مصر، وتعود أصولهما إلى جزيرة كالابريا بجنوب إيطاليا، ولكنهما استقرا في مصر بعد أن هاجر أجدادهما إليها، بحثا عن الرزق.
اسمها الحقيقي يولاندا تعلمت العزف وأخذت دروسا في الغناء، كانت تحلم بأن تصبح فنانة مشهورة مثل قريبتها الممثلة الإيطالية إلينور ديوس Eleanor Duse، التي توفيت عام 1924.
عاشت داليدا طفولتها بين المدرسة والكنيسة، وبعد أن كبرت بدأ والدها يُضيق عليها ويمنعها من الخروج مع صديقتها.
وفي تلك الفترة تعرفت داليدا، على حبها الأول هو فتي من أصل إيطالي يُدعى أرماندو، حيث كانا يلتقيان في الكنيسة خلال حضور القداس، وكان والدها يريد أن يزوجها وتصبح أم كما هو حال الحياة الطبيعية، لكنه توفي إثر إصابته بجلطة دماغية، فعملت سكرتيرة في شركة أدوية.
ملكة جمال مصر
كثيرا ما راودها حلم النجومية، حتى فازت بمسابقة ملكة جمال (Miss ondina) عام 1951، فقررت داليدا المشاركة في مسابقة ملكة جمال مصر عام 1954، حيث كانت رغبتها في الشهرة قوية جدا، في ذلك الوقت، ولكنها خافت من والدتها فشاركت في المسابقة دون علمها.
وحينها فتحت لها أول أبواب الشهرة، حيث حصلت على جائزة تتكون من زوج من الأحذية الذهبية، فذهبت داليدا من شدة فرحتها إلى منزلها وأخبرت والدتها، فغضبت لرؤية صورة ابنتها بملابس السباحة على الصفحة الأولى للصحف، ورغم فوزها في هذه المسابقة، استمرت في عملها كسكرتيرة بشركة الأدوية.
دخولها السينما كدوبلير
وبدأت تشارك في بعض الأدوار الصغيرة في السينما، نظرا للتشابه الكبير بينها وبين هيدي لامار، ومن هنا اختارت اسم الشهرة داليدا بدلا من يولاندا.
وذات يوم جاء فريق أمريكي لتصوير فيلم "Joseph and his brother"، كان من بطولة الممثلة الأمريكية joan Collins ، وكانوا بحاجة إلى دوبلير، وصادف أن داليدا كانت موجودة في الأستوديو، فتم اختيارها لما تتمتع به من جمال.
فقررت داليدا السفر إلى فرنسا بحثا عن الشهرة، حيث سافرت إلى باريس عام 1954، والتقت بهنري فيدال، الذي وعدها بأن يساعدها، ولكنه كانت علاقاته محدودة جدا ولم يستطع مساعدتها، فحاولت داليدا الاعتماد على نفسها، ولكنها فشلت فتوجهت إلى مكتب الحجز لتحصل على تذكرة العودة إلى القاهرة.
من الفشل إلى شهرة واسعة في عالم الغناء
في فرنسا، لمحها مدرب الصوت رولاند برجر، الذي أعجب بها وأقنعها أنها تملك صوتا جميلا سيفتح لها أبواب الشهرة، وبدأ يعطيها دروس ويدربها على الغناء، فأخذت تغني في الكباريهات الفرنسية بلهجات مختلفة العربية والإيطالية والعبرية والفرنسية واليونانية واليابانية والإنجليزية والإسبانية والألمانية، حتى التقت بألفريد، صديق المخرج السنيمائي الذي اكتشفها في مصر.
أعمالها
لدى داليدا أكثر من 500 أغنية بلغات مختلفة، وقد كانت من أوائل من صوروا أغانيهم بطريقة الفيديو كليب في فرنسا عام 1978، كما حصلت على ألقاب وأوسمة كثيرة خلال مشوارها الفني، وكرمها الجنرال الفرنسي ديجول، بإعطائها ميدالية رئاسة الجمهورية بسبب أدائها الرائع وصوتها المميز.
كما شاركت في فيلم "اليوم السادس" للمخرج يوسف شاهين عام 1986، الذي لاقى نجاحا كبيرا، كما شاركت في فيلم "سيجارة وكاس" مع سامية جمال.
حياتها الشخصية
تزوجت من لويسن موريس Lucien Morisse، لكن لم يستمر الزواج طويلا، حيث انفصلا بعد عدة أشهر فقط، رغم أن حبهما كان حديث المجتمع في ذلك الوقت، ولكنها عشقت بعدها المغني الإيطالي Luigi Tenco، وهو لم يزل في بداية طريقه.
ودعمته داليدا ليصبح نجما لكنه فشل بعد مشاركته في مهرجان "سان ريمو" سنة 1967، فانتحر بمسدسه في إحدى الفنادق، وعندما تمكنت داليدا من نسيان الماضي، أحبت رجلا في السبعينيات، ولكنه هو الآخر توفي منتحرا.
داليدا على طابع بريد
بعد وفاتها كرمتها الحكومة الفرنسية بأن وضعت صورتها على طابع بريد، ما زال كثيرون يرددون أغانيها باللهجات التسعة بشغف، كما احتلت لوائح أفضل عشر أغنيات حول العالم بين كندا واليابان ومصر والأرجنتين.