التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 01:05 ص , بتوقيت القاهرة

هل قتل جوني ديب (النجم) جوني ديب (الممثل)؟ 4

يُرجى قراءة الأجزاء السابقة قبل المتابعة. 
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث


يُمكن القول بناءً على ما سبق، إن نجومية جوني ديب في شباك التذاكر حاليا في مأزق. وخلال العامين القادمين سيتم امتحانها من خلال أنجح دورين قدمهما من الناحية التجارية. في مايو 2016 سيبدأ عرض الجزء الثاني من آليس في بلاد العجائب، تحت عنوان  Alice Through the Looking Glass، ويخرج الفيلم الجديد جيمس بوبين بدلا من تيم بيرتون.


شخصية ماد هاتر رأيناها من ديب مرة واحدة سابقة، وهو ما يجعلها غير مُستهلكة بشكل كامل، لكن في المقابل لم تتحول لأيقونة مقارنة بـ جاك سبيرو مثلا. ولازلت عند رأيي أن توقيت عرض الفيلم الأول، بعد فيلم Avatar  بأشهر معدودة، أحد أسباب الإيرادات القياسية عام 2010.



وفي يوليو 2017  سيبدأ عرض الجزء الخامس من قراصنة الكاريبي تحت عنوان Pirates of the Caribbean: Dead Men Tell No Tales  بمشاركة خافير بارديم وأورلاندو بلوم.


كلا الفيلمين يتحرك في ميزانيات تتجاوز الـ 200  مليون دولار. لا يُمكن طبعا بأي حال أن تصل إيرادات أي منهما عالميا إلى أرقام هزيلة تعادل التكلفة، على طريقة The Lone Ranger - Dark Shadows لكن العودة إلى دائرة أرباح المليار دولار موضع تساؤل.


على كلٍ غالبا سيقتنص القرصان جاك سبيرو من شباك التذاكر ما يفوق زميله ماد هاتر.



في المقابل نتحدث عن دور قدمه ديب سابقا في 4 أفلام. بكل تأكيد من الصعب أن تمل من جاك سبيرو، وغالبا سنشاهد فيلم مغامرات صيفيا ممتعا ومرحا، لكن في النهاية من غير الوارد أن يفاجئنا ديب من حيث الأداء بنفس القدر الذي فاجأنا به عام 2003.  


شركة ديزني تجيد المحافظة على سلاسلها في شباك التذاكر، بفضل حملات الدعاية الاحترافية. لكن أتخيل أن أفضل عنصر يمكن أن يساهم في نجاح الفيلمين، هو فيلم جوني ديب القادم Black Mass  الذي بدأنا الحديث بسببه، والمنتظر عرضه في سبتمبر 2015.


Black Mass Trailer


الإعلان جيد. معادلة النجاح الجماهيري موجودة نسبيا (جوني ديب في شخصية غريبة). تغيير شكلي كبير. وشخصية ويتي بيلجر الذي يقوم ديب بدوره، أحد أشهر شخصيات الإجرام في المجتمع الأمريكي، لدرجة جعلته في فترة ما المصنف رقم (2) في قائمة المجرمين المطلوبين للعدالة بعد بن لادن مباشرة. وهي نقطة ستخلق اهتماما إعلاميا ينعكس دعائيا بشكل جيد على الفيلم.


يملك الفيلم إذًا بذرة جيدة للنجاح التجاري والفني. خصوصًا إذا أضفنا أسماء بيندكت كامبرباتش وجول إيدجرتون للقائمة. وقد يكون سببا في تغيير دفة الحديث السلبي المستمر عن ديب إعلاميا.



النجاح الفائق يقابله نفس القدر من التصيد مع الأخطاء. جوني ديب اتخذ قرارات خاطئة وصنع أفلاما متواضعة، كأي نجم آخر. لكن يوجد قدر واضح من التهويل الإعلامي والنقدي آخر عامين بخصوص هذه الجزئية. 


هل قتل جوني ديب (النجم) جوني ديب (الممثل)؟
لا توجد إجابة قاطعة بـ نعم أو لا. في النهاية لولا ثقل النجم، لما وجد مثلا فيلم Sweeney Todd: The Demon Barber of Fleet Street.


ربما سيفقد قريبا مركزه كنجم شباك، ويعود لحرية الاختيار والتجريب ليصنع أفلاما أخرى عظيمة، أو أدوارا مُسانِدة لا تُنسى. خصوصا أن التقدم في السن سيفرض عليه آجلا أو عاجلا طبيعة أدوار أخرى. ربما سيبدأ خلال عامين أو ثلاثة، سلسلة تفوق في النجاح سلسلة قراصنة الكاريبي تضاعف نجوميته. لا أحد يعرف.



الممثل النجم، والنجم الممثل، معادلة لا يحققها الغالبية. جوني ديب من أقلية حققتها. ويحضرني هنا بمناسبة الحديث المستمر عن سقوطه، مثال مهم وهو مارلون براندو. النجم العملاق الذي صال وجال فنيا وتجاريا خلال عقد الخمسينات، قبل أن تنعكس الآية خلال الستينات، وينتقل من فشل إلى فشل، وتتواصل الطعنات والاتهامات له بالنهاية.


بعد أن زحفت معالم العمر على وجهه، وظن الجميع أن كل شىء انتهى، فاز بصعوبة بدور مهم أوائل السبعينات، في فيلم يصنعه مخرج شاب، لم يتوقع منه الكثير. النتيجة كانت الأب الروحي  The Godfather 1972  ودور الأوسكار الذي أعاد مارلون براندو للحلبات، ليقدم أدوارا أخرى لا تنسى خلال العقد مثل Last Tango in Paris - Apocalypse Now.


براندو وديب عملا سويا في Don Juan DeMarco 1994  وفي The Brave الذي أخرجه ديب نفسه عام 1997. ووصفه براندو بجملة ستظل وساما على صدره: "أكثر ممثلي جيله موهبة"



وتماما مثل براندو، فالمؤكد أن المواهب التمثيلية الاستثنائية لا تموت. لا تقتلها النجومية مهما قيدتها. لا يقتلها الفشل التجاري مهما طعنها. لا يقتلها التقدم في العمر مهما حرمها من فرص. يبقى السؤال فقط متى سنشاهدها من جديد في دور يبلورها؟
 
نجم؟.. أو ممثل؟.. أو كلاهما معا؟..أيا كانت الإجابة حاليا ومستقبلا، سيظل جوني ديب نفس جوني ديب الذي أبهرني منذ الطفولة في Edward Scissorhands. اسم مميز حفر مكانة أبدية في تاريخ هوليوود.


لمتابعة الكاتب