التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 06:24 ص , بتوقيت القاهرة

تمر حنة السينما المصرية.. بلدي وخفة

أشهر نجمات الاستعراض الغنائي في السينما المصرية، جمعت بين فنون الرقص والغناء والمونولوج والتمثيل، ربما لن تتكرر مرة أخرى بسبب الموهبة المتميزة والحضور والقبول وخفة الظل، صممت الاستعراضات وتفردت فيها، فكانت الفنانة الوحيدة التي تصمم كل رقاصاتها بنفسها، إنها تمر حنة السينما التي خطفها الموت وهي زهرة شبابها.. إنها نعيمة عاكف.



ولدت يوم 7 أكتوبر عام 1929 ميلاديا وسط الحيوانات والألعاب البهلوانية حتى تعلمت مبادئ الأكروبات، كان والدها يمتلك سيرك يقدم عروضه خلال ليالي الاحتفال بمولد السيد البدوي، وأصبحت النجمة الأولى للفرقة وهي لم تتجاوز الخامسة من عمرها.


 تزوج والدها من أخرى غير والدتها التي اضطرت إلى الانتقال مع أولادها لتستقر بشقة بسيطة في شارع محمد علي، وفي تلك الفترة كانت نعيمة هي المنقذ  لهم من الجوع، فكانت تسير في الشوارع وتعرض أكروبات لتكسب بعض الملاليم حتي ذاع صيتها وطلب منها الفنان "علي الكسار" أن تعمل معه في فرقته، انضمت بعد ذلك إلى فرقة الراقصة الشهيرة "بديعة مصابني" وقدمت معها لأول مرة رقصة "الكلاكيت" التي أبهرت الجمهور في الصالة.



انتقلت إلى ملهى "الكيت كات" الذي كان يرتاده معظم المخرجين، ومن هنا اقتحمت عالم السينما فقابلها المخرج أحمد كامل مرسي وقدمها لأول مرة كراقصة في فيلم "ست البيت" مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وعماد حمدي، وحقق الفيلم نجاحا غير متوقع، وظل يُعرض في دور العرض السينمائي طيلة ستة أشهر.



اختارها المخرج "حسين فوزي" لتشارك في بطولة فيلم "العيش والملح"أمام الفنان سعد عبد الوهاب عام 1949 وعقب نجاح الفيلم تعاقد معها على احتكار وجودها في الأفلام التي يخرجها لحساب لمدة 10 سنوات، وتلت هذا التعاقد علاقة عاطفية ربطت بينهما ليتم عقد القران لاحقًا رغم أن فارق العمر بينهما كان قد تخطّى الستة والعشرين عامًا.



بدأت نعيمة عاكف مشوارها مع النجاح والإبداع، حيث قدمت عددًا كبيرًا من الأفلام بالمشاركة مع زوجها وقامت بأول بطولة سينمائية لها من خلال فيلم لهاليبو، ثم قدمت:" حلاوة الحب، جنة ونار، نور عيونى، تمر حنّة، أحبّك يا حسن، وبحر الغرام" وكانت هذه الأفلام هى الأكثر نجاحًا وإبداعًا وجماهيرية فى حياة نعيمة عاكف، حيث كان زوجها المخرج حسين فوزي هو أفضل من وظّفها واستغل موهبتها بشكل حقيقي، واستطاع أن يخرج منها ما لم يستطع غيره أن يخرجه.



اختارها "زكي طليمات" عام 1956 كبطلة لفرقة "الفنون الشعبية" في أوبريت "يا ليل يا عين"، سافرت في العام نفسه مع البعثة المصرية إلى الصين لتقديم الأوبريت، وفي العام التالي إلى موسكو لعرض ثلاث لوحات استعراضية، وفي 1958م حصلت على لقب أحسن راقصة في العالم من مهرجان الشباب العالمي بموسكو.


بعد ذلك تعكرت صفو علاقة الثنائى الناجح حسين فوزى ونعيمة عاكف، فوقع الطلاق بينهما، ومع انفصالهما انتهت سلسلة الأعمال والإبداعات التي جمعتهما معًا، وتزوجت من المحاسب محمد عبدالعليم وأنجبت منه ابنها الوحيد.


بلغ الرصيد الفني لـ "نعيمة عاكف" خلال رحلتها الفنية القصيرة حوالي 25 فيلماً وبعد فيلمها الأخير "من أجل حنفي" رحلت "التمر حنة" في أوج تألقها بعد أن هاجمت روحها خلايا السرطان اللعينة، عن عمر يناهز 36 عاماً وكان الخبر مفاجأة للجميع لأن تفاصيل مرضها لم تكن معلومة، رحلت يوم 23 أبريل عام 1965 بعد أن حفرت أسمها في قلوب عشاقها لتظل حاضرة إلى عالمنا حتى اليوم حضورا لم يهزمه مرض.