جاهين ومكاوي.. وجهان لليلة واحدة
في كتابه (عن القمر والطين) أدرج صلاح جاهين أوبريت الليلة الكبيرة، في محاولة منه لتصوير حالة الأجواء الشعبية التي تملأ صخب الموالد.
صورة بانورامية عن الطقوس التي يمارسها المصريون في الموالد الشعبية، وتجذب فئات مختلفة من الشعب المصري. مجموعة من خيوط وعرائس الماريونيت التي استلهمت فلكلور الحياة المصرية.
في بداية الخمسينيات، ظهر الأوبريت على أثير الإذاعة المصرية بأصوات محمد رشدي وشفيق جلال وشافية أحمد، بالإضافة إلى أصوات كورال مجموعة من الأطفال بمنطقة السيدة زينب. انبهر سيد مكاوي بالكلمات، أضاف له لحنه الخاص الذي هضم كل مفردة في الأوبريت. اقنع جاهين أن تُضاف بعض الفقرات والجمل التي تكمل تلك اللوحة الفنية.
وكان لبابا شارو الدور الأكبر في إذاعة الأوبريت على شاشات التليفزيون. أكثر من 45 عروسة ماريونيت صممها ناجي شاكر بعد أن طُلب منه مشاركة مصر في المهرجان الدولي للعرائس الخشبية في بوخارست. اختلفت أشكال تلك العرائس ما بين الطول والقصر والنحافة والضخامة. عُرض الأوبريت في بدرومات مختلفة لكنه شهد النور أخيرًا عندما تم عرضه على مسرح العرائس بالأزبكية.
تدريب متواصل وأداء رائع من سيد مكاوي الذي كان يرى في كلمات جاهين مثالا على الصورة البصرية. فاللحن الذي يتدرج ويرتفع ثم يهبط في فقرة أخرى، ربما يعد من أذكى المحطات التي جمعت فنانين بحجم جاهين ومكاوي.