"جوني ووكر" من محل صغير إلى ماركة عالمية
تعد ماركة "جوني ووكر" الشهيرة ببيع الويسكي المخلوط، والتي ترجع لعام 1819، من أول الأشياء التي ساهمت في صنع المزاج والكيف، حيث تبيع أكثر من 130 مليون زجاجة سنويا في كل دول العالم تقريبا.
"دوت مصر" يأخذك إلى ما خلف هذه الزجاجة، التي حققت انتشار كبير وشهرة عالمية، ليعرض لك قصة نجاح صاحب زجاجة "جوني ووكر".
"جوني ووكر" هي العلامة التجارية من ويسكي سكوتش، التي يملكها "دياجو". نشأت في كيلمارنوك، أيرشاير، أسكتلندا، وتعد من العلامات الشهيرة المرغوبة بين المستهلكين.
من محل صغير إلى ماركة عالمية
في عام 1819، افتتح "جون ووكر"، وهو ابن أحد المزارعين المحليين، متجرا صغيرا في شارع "كينغ في كيلمارنوك" بمدينة أيرشاير في أسكتلندا، ليبدأ بعد ذلك ببيع الخمور والمشروبات الكحولية، ونوع من الويسكي، لكن من صنعه الخاص.
استمر عمله ثابتا خلال السنوات الثلاثين الأولى، لكن مع بداية عام 1852، دمرت الفيضانات كل ما يملكه "ووكر"، ليخسر كل شيء، لكن لم يستسلم للأمر، وعمل على إعادة نشاطه من خلال مساعدة ابنه "ألكسندر"، الذي دخل في هذه التجارة.
انتشار ويسكي "جوني ووكر" عالميا
كانت هذه المرحلة بمثابة نقطة تحول، حيث يرجع الفضل في انتشار زجاجة الويسكي "جون ووكر" عالميا إلى ابنه، الذي جعل "جون ووكر" علامة تجارية عالمية، ومن أهم الأنواع في عالم الويسكي الأسكتلندية.
كان الشاحنون يأخذون البضائع معهم في رحلاتهم حول العالم، ويبيعونها مقابل حصة، ثم تحويل الأرباح المتبقية إلى شركة "جوني ووكر"، واستمر ذلك لعقود من الزمان.
تصميم الزجاجة لسهولة تهريبها
كان يسعى ووكر إلى السيطرة على الأسواق الأقرب من بلده، وهي "لندن"، وفي عام 1880، افتتح مكتبا له، وأصبح سفيرا لعلامته التجارية "جوني ووكر"، كما يرجع الفضل له في تصميم شكل زجاجة الويسكي المربعة، الفريدة من نوعها، واختيار موضع الشعار عليها في الزاوية، التي تلفت الانتباه.
كان شكل الزجاجة مثاليا للتهريب بطرق عديد، مثل: وضعها داخل رغيف خبز، بسبب منع بيع الويسكي المخلوط في بريطانيا وقتها، لذلك كان لتصميم الزجاجة شأن كبير.
موت "جون ووكر"
في عام 1889، مات ووكر، ليتولى أحفاده متابعة خط إنتاج الشركة ومحاولة توسيع عملها، مع المحافظة على النجاح الذي حققته الشركة على مدى نصف قرن، واستطاعوا إكمال المسيرة وتوسيع نشاط الشركة، ونجاحها عالميا.
في خلال الفترة من 1906 إلى 1909، أخد أحفاد جون ووكر وألكسندر، في توسيع الخط، وذلك عندما كان جيمس ستيفنسون، المدير العام، حيث طلب من المصور "توم براون"، تصميم الملصق، فرسم واحدا من رموز الإعلانات الأكثر تميزا في العالم، وهو "الرجل الذي يستمر بالمشي"، وذلك بجانب شعار "ولد 1820 ولايزال قويا".
الرجل الذي يستمر بالمشي
هو رؤية أقرب إلى رجل إنجليزي وليس أسكتلنديا، فهو يحمل عصا ويرتدي قبعة، والصورة تنم على أنه رجلا نبيلا يمشي.
بيع شركة "جوني ووكر"
مع بداية القرن العشرين، كانت الشركة مثالية بشكل كبير من حيث علامة تجارية مميزة وفتح أسواق جديدة، إلى أن جاءت الحرب العالمية الأولى، التي أثرت على الاقتصاد في جميع أنحاء العالم. وبعد الحرب العالمية الثانية، حدث نمو وحقق "ووكر" نجاحا كبيرا في الأسواق الأمريكية، وتوجهت إلى الأسواق الخارجية مثل اليابان، التي أصبحت سوقا استهلاكيا للعلامة التجارية الشهيرة "جوني ووكر".
وفي عام 1986، تم شراء الشركة من قبل الشركة الأيرلندية المقطرة "جينيس"، التي اندمجت بعد 11 سنة مع جراند متروبوليتان، لتصبح "دياجو"، وتعد الآن من أكبر مجموعة المشروبات الكحولية في العالم، من حيث الإيرادات.
كما تضم علامات تجارية أخري بجانب "جوني ووكر"، مثل، "سميرنوف فودكا" و"كابتن مورغان الروم" و"جين تانكراي".
نهاية "جوني ووكر"
وبعد أن اندمجت شركتا "جوني ووكر" مع "دياجو"، أثرت الأخيرة عليها بشكل كبير، حيث أخفت ملامحها المميزة. ويؤكد البعض أن الشعار القديم الذي ميز "ووكر"، الرجل الذي يستمر بالمشي، أصبح اليم صورة لرجل عديد اللون، يمكن أن يكون أي شخص غير المميز لشركة "جوني ووكر".