2000 لوحة فنية تعكس إبداعات هتلر
يمتلك أدولف هتلر حوالي 2000 لوحة تشكيلية ما بين زيتية ومائية، تعكس أن الرجل لم يكن فقط الشخص الدموي المتوحش، كما صورته كتب التاريخ، التي تجاهلت فترة شبابه، التي أبدع فيها وقدم العديد من اللوحات.
قبل حكم ألمانيا، كان هتلر فنانا هاويا، يرسم لوحات أصبحت فيما بعد تباع في المزاد العلني، وتدر أموالا طائلة لأصحابها. وفي عام 1907م، سافر إلى فيينا لدراسة الفن، لكنه فشل في اختبار القبول بأكاديمية الفنون الجميلة مرتين.
تنقسم لوحات هتلر ما بين الفحم وقلم الرصاص، وقسمت هذه اللوحات إلى ثلاث مجموعات، الأولى منها مودعة الآن في صناديق بأحد متاحف فلورنسا، والثانية يملكها اللورد "باث" في لونغليت بإنجلترا، أما الثالثة والأهم فإنها بحوزة الأمريكي "بيلي برايس" في تكساس. ولكل مجموعة قضايا تحوم حولها، وتحول دون خروجها للنور، فالأولى المسماة بـ"لوحات هتلر الفلورنسية"، تثير حاليا سلسلة من المشاكل القانونية بين ورثة "سيفييرو" وإدارات المتاحف هناك، وهي المشاكل التي لن تنتهي بسهولة، بل تزداد تعقيدا بمرور الوقت، وبسبب تعالي صوت من ألمانيا، يقول صراحة إن هذه اللوحات ملكهم، ومن حقهم استعادتها.
وحاليا، تعتزم ألمانيا بيع مجموعة من أعمال الزعيم النازي في مزاد علني، وهي عبارة عن صور لكنائس ومناظر طبيعية وغيرها، ويعود تاريخها إلى 1907 و1908 و1910 و1914، رسمها هتلر في فيينا خلال إقامته هناك كفنان. ويتوقع أن تجلب تلك الرسوم مبالغ ضخمة تتراوح بين 2500 يورو و11600 يورو عن كل عمل.
غالبية اللوحات التي رسمها تشير إلى "المدينة المثالية"، وتعكس كرهه للبشر أو رغبته في قلة وجودهم والهدوء والاستقرار. يقول هتلر: "كمسيحي لا أجد نفسي ملزمًا بالسماح لغيري بخداعي، ولكنني أجد نفسي ملزمًا بأن أحارب من أجل الحقيقة والعدالة، هذا الالتزام بالحقيقة والعدالة، يصبح اعتقادا مطلقا مع توفر السلطة، لذلك سيتغير التعبير نحو تطبيق واقعي، ولكنني أجد نفسي ملزمًا بأن أحارب من أجل المثالية".
وبذلك، تتجلى لنا مخاوفه ببعض لوحاته، فلوحاته مثل أي رسام، تعلقت بمشاعره نحو موضوع معين، وهو الحياة المثالية والهدوء والاستقرار، ربطها ببلده كما يربط الشاعر القومي قصائده بموطنه، فرغبته تعلقت برؤية ألمانيا كمكان مثالي للعيش، وخوفه ارتبط برؤيتها مدمرة، ترزخ من وطأة المعاناة والفقر والدونية.