التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 12:38 ص , بتوقيت القاهرة

في يوم التراث العالمي: حافظوا على ذاكرتنا

يصادف يوم 18 أبريل، اليوم الدولي للمعالم والمواقع الأثرية أو ما يصطلح عليه في الإعلام العربي بـ"يوم التراث العالمي"، وهو يوم المشاركة في حماية والحفاظ على الممتلكات الثقافية.


ويُقدم هذا اليوم الخاص فرصة لزيادة الوعي الأثري لدى الشعوب عن أهمية وتميز التراث الثقافي، والجهود المطلوبة لحماية وترميم هذا التراث، وكذلك تنبيه المواطن العادي لأهميتها.


في 18 أبريل 1982، اقترح الاحتفال باليوم العالمي للآثار والمواقع على مستوى العالم في آن واحد. تمت الموافقة على المشروع من قبل الجمعية العامة لليونسكو، التي أمدت اللجان الوطنية بمقترحات عملية عن كيفية تنظيم هذا اليوم.


في نفس الوقت تمت الموافقة على هذه الفكرة في المؤتمر العام لليونسكو في دورته الـ 22 في نوفمبر 1983، عن طريق تقديم توصيات للدول الأعضاء بإمكانية إعلان 18 أبريل كل عام "اليوم العالمي للآثار والمواقع"، الذي أصبح فيما بعد "يوم التراث العالمي".


وظهرت بداية الفكرة مع توقيع اتفاقية اليونسكو لعام 1972، لحماية مواقع التراث الثقافي والطبيعي، وكانت نتيجة مباشرة لحملة إنقاذ آثار النوبة بمصر، والتي تمت بنجاح من خلال تكاتف الجهود الدولية.


وجاء توقيع هذه الاتفاقية، بسبب العبث بالمواقع الأثرية وتدميرها، وغياب التشريعات والأنظمة والسياسات العامة التي تلزم المؤسسات والأفراد بالحفاظ على المواقع التراثية والأثرية، وتبين كيفية التعامل معها على كافة المستويات.


 



وتعد الاتفاقية نقطة تحول هامة لحماية التراث الثقافي والطبيعي للعالم أجمع. فمنذ إقرارها في 1972، أصبحت أهم الآليات والأداة الأكثر فاعلية لحماية المواقع والآثار في العالم، ومن خلالها تم حماية العديد من مواقع التراث الثقافي، والتي كانت مسؤوليتها حتى توقيع الاتفاقية تقع على كاهل الدول دون أي تدخل من المجتمع الدولي.



 


وفي مشروعها للعمل على تحديد وحماية وصون التراث الثقافي والطبيعي في كل أنحاء العالم، عندما يتسم هذا التراث بقيمة استثنائية بالنسبة للبشرية، فإن اليونسكو تقسّم ذلك التراث إلى ثلاثة أقسام:


التراث المادي


تسعى اليونسكو إلى تأمين أفضل حماية ممكنة للتنوّع الثقافي، ولذا تركّز أنشطتها على المواقع التي تُعبّر عن ذاتيات ثقافية متعددة، والمواقع التي تمثل تراثا ثقافيا للأقليات، والمواقع التي تتمتع بقيمة تأسيسية أو المعرّضة بوجه خاص للاندثار. وتُنفذ هذه الأنشطة بالتعاون الوثيق مع مركز التراث العالمي.


التراث غير المادي


يُقصد بعبارة "التراث الثقافي غير المادي"، وفقا للتعريف الوارد في اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، مجمل الإبداعات الثقافية، التقليدية والشعبية، المنبثقة عن جماعة ما والمنقولة عبر التقاليد، ومنها مثلا اللغات والقصص والحكايات والموسيقى والرقص وفنون الرياضة القتالية والمهرجانات والطب وحتى فن الطهي.


التراث الوثائقي


يعكس هذا التراث تنوّع اللغات والشعوب والثقافات، وهو مرآة العالم وذاكرته. ولكن هذه الذاكرة هشة. وفي كل لحظة، تزول منها بصورة نهائية أجزاء لا تعوض. واستهلت اليونسكو برنامج ذاكرة العالم بغية تفادي فقدان الذاكرة الجماعي، وتعزيز صون مقتنيات دور المحفوظات والمكتبات في كل أنحاء العالم وتأمين نشرها على أوسع نطاق.


انضمت إلى هذه الاتفاقية 190 بلدا، وتضم قائمة التراث العالمي في الوقت الراهن 962 موقعا في 157 دولة (745 موقعا ثقافيا، و188 موقعا طبيعيا، و29 موقعا مختلطا).