التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 10:14 م , بتوقيت القاهرة

محاكاة درامية ساخرة لصلب يسوع.. "غرد كأنك في زمن المسيح"

في محاكاة درامية شبه ساخرة، استعاد مصريون، حادث صلب السيد المسيح "عيسى بن مريم"، محاولين استلهام روح وتفاصيل الحادث في إطار ما عاصروه من أحداث سياسية طيلة السنوات الماضية، وذلك تحت وسم مُبتكر هو #غرد_كأنك_في_زمن_المسيح، استحوذ على اهتمام عدد كبير منهم، احتفالاً بـ"أسبوع الآلام"، وموسم الربيع.

حسب المرويات الدينية التي اختلفت في حقيقة موت المسيح، اتفق الجميع على واقعة صلب يسوع، يوم الجمعة، حيث قام مندوب الإمبراطورية الرومانية، الحاكم "بيلاطس"، بإصدار حكمه على عيسى، فتم اقتياده في درب "الجمجمة"، عبر طريق القدس، حاملاً صليبه على كتفه، ومرتديًا تاج الشوك، للسخرية من ملك اليهود، وذلك بعد جلده بسوط ثلاثي، وفق الطقس الروماني.

وعندما أنصت يسوع إلى بكاء النساء لما أصابه، استدار إليهن ونطق تلك الكلمات الخالدة: "يا بنات أورشليم لا تبكين علي، بل ابكين على أنفسكن وأولادكنّ. فإن كانوا قد فعلوا هذا بالغصن الأخضر فماذا يجري لليابس؟". وحسب إنجيل لوقا، فإن آخر ما نطق به عيسى من فوق الصليب: "يا أبت اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون".

 

عندها فقط، اقتسم الجند الرومان ملابسه، وجلسوا أسفل الصليب ينصتون إلى الحاكم بيلاطس يخطب في الشعب الباكي تحت أقدام عيسى، وقال بيلاطس مدافعًا عن جنوده، ومفسرًا واقعة الصلب: "نحن جيش وطني حُر، ويهوذا الأسخريوطي من المواطنين الشرفاء". 

لم يكن بيلاطس كما ظن البعض حاكمًا قاسي القلب، وإنما كان كأي سياسي يحاول أن يطفيء نار الفتنة، التي اشتعلت بين بني إسرائيل، في الوقت الذي سعى فيه يسوع لاستعادة قُداس الهيكل من التجار، الذين حولوا مذبح الرب إلى سوق يبيعون ويشترون فيه.

كان التجار في الأزقة والأسواق يدفعون الذهب والفضة، ليشتروا بها الذمم الخربة، وصرخوا تحت أبواب بيلاطس متسائلين عن السبب الذي يدفع الحاكم الروماني إلى السكون أمام "هرطقة يسوع"، لدرجة أن البعض منهم اتهم بيلاطس بالتواطؤ مع عيسى، مهددين برفع الأمر إلى الإمبراطور، فماذا كان يمكن أن يفعل بيلاطس سوى الرضوخ لهم، خاصة وأن ذلك الشاب يهتف في الأسواق على ملؤ السمع والبصر، قائلا: "هاك جسدي فكلوه!!"

اليهود يدعون لتظاهرات يوم السبت تأييد لحكم قائد الجيش الروماني و تحت شعار (سبت اورشليم) ياقيصر انت الايسر #غرد_كأنك_في_زمن_المسيح

Posted by Ahmed Mamduh El Tawel on Sunday, April 12, 2015

هتافات مؤيدوا المسيح تعلوا يسقط يسقط حكم القيصر والرومان يردون بالنبال والسيوف وانباء عن وقوع اصابات وقتلي وقبض عشوائي #غرد_كأنك_في_زمن_المسيح

Posted by Ahmed Mamduh El Tawel on Sunday, April 12, 2015

 

بعد خطاب بيلاطس الشهير، أعلى تلك التلة، التي زينتها ثلاثة صلبان تقطر دمًا، وقف قائد الجند، ليحيي شجاعة الرجال الذين أشرفوا على عملية الصلب، مؤكدًا أمام العامة، أن عساكر الرومان لم يكن مسلحين بالمسامير التي دقت بأطراف المصلوب فوق رأسه، نعم فعلها رغم رؤى العين المجردة لثلاثة مسامير مدقوقة في كفى وقدم المسيح، لدرجة أن البعض ظن أن حادث الصلب ما هو سوى "فوتو شوب".

قتل الرجل الصالح على مرأى ومشهد من الجميع، قتل حامل التوراة والإنجيل، ولم يهتز للعالم جفن ولا رمش، فقط وبعد أن تأكد الجميع من وفاة المسيح، خرج السيد بان كى مون، ليعرب كالمعتاد عن قلقه وأسفه لما وصلت إليه الأمور، بينما خرج الكاتب الصحفى الشهير محمد حسنين هيكل، ليؤكد للميس الحديدي ـ في حوار ممتد ـ أن علاقته بالمسيح لم تكن سوى صداقة قائمة على الاحترام، نافيًا أن يكون قد عمل مستشارًا له.

وحده محمد البرادعي، اتساقًا مع جائزة نوبل للسلام التي يحملها، صرح لجريدة نمساوية كاشفًا حقيقة دعوة وجهها للحكومة الرومانية، من أجل الجلوس إلى مائدة التفاوض مع أنصار يسوع، لكن طلبه قوبل بالرفض، فاستقال. 

على "درب الصليب" سار، ومن قلب المحنة خرج، فصعد على الصليب حاملا كل خطايانا، مؤمنا أنه منذ الميلاد سوف  يعود ليبعث حيا، أو كما قال ـ عز وجل ـ في سورة مريم: "وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً".. يؤمن أتباع عيسى المسيح، مسلمون ومسيحيون، أنه سيعود حاملاً راية الحق ترفرف في وجه كل أفاك أثيم، ومنهم هؤلاء الذين دعوا إلى طاعة الحاكم لأنه "الآمر باسم الله"، أو على اعتبار أنه "أبوك يا أخي".


أما هؤلاء الذين كذبوا على العباد والمسيح، ناهين الناس عن الاحتفال بأعياد الربيع لأنها عادة فرعونية وثنية، نذكرهم بقول عيسى بن مريم: "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ. وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ. لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ"، متى الأصحاح الخامس.