قدمت الراقصة السودانية نغم صلاح، أمس الثلاثاء، عرضها الراقص "مايحكمش"، ضمن فعاليات مهرجان دي كاف للفنون المعاصرة، في ساحة روابط وتاون هاوس الفنية، بمنطقة وسط البلد، وسط عدد كبير من الحضور.

ظل الحضور في انتظار بدء العرض، حتى اطفئت جميع الأضواء، لتظهر فجأة نغم على المسرح، وتبدأ وصلة من الرقص المعبر عن بعض القضايا السياسية والاجتماعية تحت شعار "مايحكمش"، عن سيدة ظلت طوال العرض تنظر إلى شخص غير موجود وتوجه له رسالتها بمنتهى القوة.

قدمت نغم العديد من حركات الرقص المعاصر التي تخدم فكرتها خلال العرض، على موسيقى إفريقية تناسب الرقصة التي تعود أصولها إلى القارة السمراء، وأخذت تدور حول نفسها على خشبة المسرح، مؤدية العديد من الحركات التي تتميز بها الرقصات الإفريقية، وتتقافز يمينا ويسارا في خفة أثارت إعجاب الحضور.

تنوعت الموسيقى بتنوع المشاهد داخل العرض، وامتزجت بها الإضاءة فقط بلا صوت، لتوصيل رسائل معينة ترغب نغم في بثها للجمهور، وظهر ذلك واضحا في أحد المشاهد التي جسدت خلالها الراقصة صراعا بين سيدة ورجل، كان الرجل يضربها وظلت هي تقاومه، من خلال حركات راقصة وانفعالات وجهها التي عبرت عن ذلك المشهد بقوة، لتتساقط قطرات عرق الراقصة على وجهها من شدة تفاعلها مع المشهد.

"ماتسمعيش.. ماتبصيش.. ماتتكلميش"، أوامر تصدر من أحدهم إلا أن الراقصة ظلت تقاومها بعنف، في مقابل العنف الذي صدرت به تلك الأوامر من أحدهم، لتصرخ فيه بعد قليل من الوقت بالرقص على موسيقى شرقي تحت شعار "مايحكمش"، حيث جسدت نغم صالح معاناة الكثير من النساء المقهورات من خلال الرقص.

تبدو جميع القضايا التي يناقشها العرض حتى هذه اللحظة اجتماعية بشكل واضح، إلا أن الأمر تبدل قبل نهاية العرض بوقت قليل، من خلال مشهد بدت فيه الراقصة وكأن أحدهم يسقط سيلا من الضربات القاسية على وجهها، ولكنها لم تستسلم له وظلت تقاومه، وعقب ذلك رفعت يديها عاليا، وكأنها تهتف في مظاهرة، وظل جسدها يهتز بقوة ليعبر عما بداخلها من مشاعر مكتومة، وجاءت الفرصة أخيرا لتطلقها أمام الجميع.

لينتهي العرض والبطلة لم تزل تقاوم تحت شعار "مايحكمش"، موجهة رسالتها لكل المجتمعات العربية، التي تخاطب المرأة على أنها "عيب وحرام وغير مسموح لها بالكلام أو التعبير عن نفسها كما تشاء"، واطفئت الأضواء وسط تصفيق حاد من الجمهور، الذي قدم تحية تليق بالراقصة نغم صلاح، ومصممة الرقصات بالتعاون مع نغم، شيماء شكري? ومسؤولا الإضاءة: صابر السيد وفيليب منير، تصميم الديكور: أحمد عشماوي، تصميم الملابس: نرمين سعيد، مدير خشبة المسرح: أحمد موافي.