التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 06:33 م , بتوقيت القاهرة

اللص اليمين.. إيمان ما قبل الصلب

سار المسيح في طريق يسمي "الجلجثة"، حاملا الصليب الذي عُلّق عليه عدة ساعات إلى موقع الصلب، فالمسيح عُلّق تقريبا الساعة 12 ظهرا على عود واستمر إلى قبل الغروب بفترة، هذه الساعات كانت كافية، لأن يتكلم فيها المصلوبان بجواره إليه.


طريقة الصلب كأسلوب للقصاص كانت معروفة لأمم كثيرة، فقد حكم الإسكندر الكبير على ألف بالصلب، وعند الرومان كان الصلب قصاصًا للعبيد أو لمن يرتكب أقبح الجرائم، أما المواطن الروماني العادي فقد عفاه القانون صراحة من هذا القصاص، ولكن في ظل الإمبراطورية فُرض على المواطنين أنفسهم، حتى ألغاه قسطنطين الملك لأسباب دينية، وكثيرًا ما كان يسبق الصلب تعذيب الضحية بالجلد، وإمعانا في التعذيب عليه أن يحمل صليبه إلى حيث يُصلب.


صُلب المسيح بين لصين، إحداهما عن يمينه والآخر عن يساره "حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ، وَاحِدٌ عَنِ الْيَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ الْيَسَارِ" آية (متي 27: 38)، وطبقا لإنجيل متى ومرقس، بدأ اللصان في معايرة المسيح، ويُعتقد أن اليهود علقوا معه الرجلين على الصليب ليستهزؤا به.



تقول الروايات إن "لص اليمين" اسمه ديماس أبيه "إقلونيوس"، أمه "ثيؤدورة"، انضم إلى عصابة من اللصوص مع صديقه يسطاس، وكان رئيس العصابة باراباس، الذي كان سيُصلب بدل من السيد المسيح، ويقال إنه وُلد قبل السيد المسيح بعشرين عاما تقريبا، وكان مشهورا بالسرقة والنهب، أمسك به الجنود وحُكم عليه بالصلب كعقوبة للسرقة.


في الساعات الطويلة التي عُلق فيها ديماس بجوار المسيح، آمن به في هذا الوضع المهين القاسي، حين تخلى عنه تلاميذه، ولا يستطيع أحد الجزم بسبب الإيمان، فربما قرر ديماس الاعتراف بالمسيح لما رآه من غفران المسيح للذين صلبوه، ولم يؤمن اللص بالمسيح وهو يمشي علي الماء بل وهو مصلوب بين مسمارين، والكنيسة تلقب هذا القديس باللص الطوباوي، وتحييه في طقس الجمعة الكبيرة بمديح طويل ولحن (أمانة اللص اليمين).