التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 06:34 ص , بتوقيت القاهرة

من المسئول عن رويات بير السلم ؟! وزير الثقافة ؟ أم دور النشر؟

إنتشرت فى الفترة الأخيرة العديد من الرويات والكتب التى أقرب مايمكن أن توصف به "كتب ورويات بير السلم" عزيزى القارئ لا تندهش من هذا المصطلح، وأنظر معي حولك وأسمح لي أن أسالك عدة أسئلة.


إلى من يقرأ المصريين الآن؟ إلى أين تتجه الثقافة المصرية ؟ هل أصبح هناك قواعد تتخذها دور النشر قبل طبع أى كتاب أو روايه؟ أين وزارة الثقافة من كل هذا؟


بداية أحب ألفت نظرك عزيزى القاري عندما تسير بجوار مكتبة أو رصيف على عدد مهول من الكتب وعيناك تسرح فيها تجد عنواين كتب غريبة ومنها "كيف تتعلم الإنجليزية فى خمسة أيام بدون معلم ؟! وماشابها من اللغات! ، السؤال هنا عزيزى المتعلم كيف تستطيع أن تتعلم بدون معلم؟ كيف تقرأ ؟! كيف تكتب؟! ستجد ذلك فى الخلطه السحرية للكتاب.. ولكن إذا فعلا تعلمتها كما شرح الكاتب فهنئيا لك لانك بالفعل متعلم .



 أو نوع آخر من الكتب مثل " العريس فى رحلة البحث عن عروسة ؟ فتقوم أنت عزيزى القارئ بدور الخاطبة وتوفق راسين فى الحلال !


والعجيب والمريب والمدهش هو رأي الكاتب شادي أحمد مؤلف الكتاب عندما قال فى إحدي تصريحاته "البنات عجبهم الكتاب جدا وفي بنات كتير قالولي أنت جيبتلنا حقنا من الرجالة اللي دايما بيستخدموا موضوع العنوسة في الضغط علينا، اما الولاد فالكتاب معجبهومش وقالوا لي أنت متحيز للبنات جدا بس ..عموما أنا رصدت قصص حدثت بالفعل قدامي مع أصحابي ومعايا أنا شخصيا وكل كلمة كتبتها متأكد أنها أتكررت مع عدد كبير من الشباب اللي قروا الكتاب..فيدور فى عقلك بعد قرآة هذا التصريح أن الهدف من الكتاب  هو تخليص حق مثلا؟!


 



وايضا عزيزى القارئ عليك أن لا تنسي رويات وكتب التنمية البشرية ، فبعد وفاة الدكتور إبراهيم الفقي رائد التنمية البشرية من الواضح أن الكتب المفيدة الخاصة بالتنمية البشرية قد توفت معه، وظهرت نوع جديد من التنمية البشرية رأيناه فى رواية " رافى بركات" للداعية عمرو خالد والتى لاقي من خلالها إنتقادات كثيرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك وتويتر" ومن هؤلاء النقاد كانت الكاتبه  منصورة عز الدين  التى قالت عبر صفحتها الشخصية على “الفيس بوك” “بعد انتشار ما أسميه بأدب التنمية الذاتية لسنوات، حان الوقت لصك مصطلح جديد يلائم رواية عمرو خالد رافي بركات”.



وبالطبع لم ننسي الكتاب الذى قيل أنه حقق أعلى نسبة توزيع فى معرض القاهرة الدولي للكتاب الماضى وهو كتاب "حبيبتى" لمطرب الراب "زاب ثروت، والذى  يؤكد لنا مدي الزوق العام التى تتجه إليه مصر الآن،  حيث تجد فى إحدي صفحاته الكاتب يحكي على لسان حبيبته "كان نفسي أوي أشرب بيبسي ..بس انا عاملة دايت ..فمشربتش " 



وواجه الكتاب إنتقادات شديدة، ولاننكر الطفرة  الحقيقه التى حققها الكتاب  فى مجال التأليف خاصة إذا كنت أحد الهواه ، فأنتشر وقت صدور الكتاب #هاشتاج شهر جدا وهو #ألف_كانك_زاب_ثروت ، فثلا تجد إحدي المعلقات على موقع التواصل الإجتماعي تقول" 



 


 الغريب أيضا أن وزارة الثقافة وإدارة المعرض،  وجهة دعوة لزاب لحضور المؤتمر وكونه ضيف شرف ، وكان هذا ضمن فوضى التصنيف والتبرير وحاول البعض أن يجد أسبابا لاستضافة المعرض للكاتب، واضعا كتابه في "خانة الرواية"  من ناحية ، وفي " خانة الشعر" من ناحية أخرى، في حين أن الكاتب نفسه قال إن كتابه "لا رواية ولا شعر " وهذا معناه أن من وضعوا اسمه في أنشطة المعرض لا يعرفون النوع الذي يكتبه.




وإذا كان كل ماسبق ينمتى لدور نشرر وليست حكومية ، وكل ماتهتم به بعضها  هو الربح وليس أكثر ، فما بالنا بقصور الثقافة والمؤسسات العامة عندما تنشر  ديوان شعر، "إسكندرية يوم واحد" للشاعر طارق هاشم، الديوان الذى خلق حالة من الغضب تسود معظم المثقفين والأدباء وحتى القراء  مستنكرين ما يحتويه الديوان من ألفاظ خادشة للحياء، وأخرى تهين الأديان، على حد قولهم  حيث إن الديوان صدر عن سلسلة "حروف" التي يرأس تحريرها الناقد والكاتب سيد الوكيل بالهيئة العامة لقصور الثقافة، واصفين ذلك بإهدار للمال العام والإسفاف والانحدار الثقافي.


حيث أن الديوان ضم ألفاظ خارجه عن نطاق الأدب والإحترام بل إحتوب على "سب الدين" أيضا، كما قال أحد الشعراء أن الفكرة في الديوان ابتعدت عن الحرية الشخصية، وحرية الإبداع والنشر لأن الأمر يرتبط بالمؤسسات العامة للدولة وأموال الشعب، وأضاف أنه عندما يتلفظ شاعر بهذه الألفاظ السوقية والخارجة عن الأدب وتنشر له هيئة قصور "السخافة" على حد وصفه، يجب استبعاد المسئولين عن السلاسل وأيضا استبعاد كل الذين استفادوا من مناصبهم المزيفة. 

فهذا أعزائى القراء يجعلنا نصل إلى سؤال لابد من مناقشته معا..إلى متى يستمر هذا الإبتزال؟ وإلى متي لم يحاسب من يخطأ؟ ومتى نعيد النهوض بالثقافة مرة آخري؟ للعلم عندما قام محرر "دوت مصر" فى المؤتمر الصحفي الذى عقده وزير الثقافة الدكتور عبدالواحد النبوي منذ ايام بمقر الوزارة بالزمالك بسؤال الوزير هل تكون هناك قواعد تسير عليها دور النشر وقصور الثقافة فيما يخص الكتب الصادرة عنها ..لم يرد الوزير عن السؤال وكأن هذا لم يكن من إختصاصه.