التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 09:42 ص , بتوقيت القاهرة

أسبوع الآلام.. تعرف على طقوسه

أسبوع الآلام، يحتفل فيه المسيحيون بدخول يسوع القدس، وإنشاء سر التناول وصلبه وموته، ثم القيامة من الأموات في يوم أحد القيامة، حسب المعتقدات المسيحية.


يكون هذا الأسبوع بعد الصوم الكبير لمدة 55 يوما، ويحتوي في قراءاته على سفر الرؤيا كاملا، ويُقرأ في ليلة "أبوغلامسيس".


وفى هذا الأسبوع، تتشح الكنائس بالسواد، تشغل الألحان والترانيم الخاصة، وتكون عن الآلام وأحداث هذا الأسبوع.


المسحيون جميعا بعيدون عن كل مظاهر الفرح، فهم في حزن ومشاركة لآلام المسيح، ويُحرم على السيدات الزينة خلال هذا الأسبوع، فلا يلبسن الحُلي ولا يتجملن.


يبدأ أسبوع الآلام بـ"أحد الشعانين"، المعروف بـ"أحد السعف"، هو ذكرى دخول السيد المسيح إلى أورشليم، راكبا على جحش، وتم استقباله بفرش القمصان وأغصان السعف، كما تقول الترنيمة: "الجالس فوق الشاروبيم اليوم ظهرا في أورشليم، راكبا على جحش بمجد عظيم، وحوله طقوس الملائكة في الطريق، فرشوا القمصان، ومن الشجر قطعوا الأغصان".


"اثنين وثلاثاء وأربعاء ـ البصخة"


كلمة بصخة معناها "فصح"، مأخوذة من قول الرب في قصة الفصح الأول: "لما أرى الدم، أعبر عنكم" (خر 13:12).


 كانت النجاة بواسطة الدم في يوم الفصح الأول، والفصح يرمز إلى السيد المسيح، وفي هذا الأسبوع يذكرون آلامه، حيث قدم المسيح نفسه فصحًا لأجلهم.


أسبوع البصخة هو أقدس أيام السنة، الصوم فيه بأعلى درجات النسك، أكثر من أي صوم آخر، والعبادة فيه على مستوى أعمق، حيث يجتمع المسيحيون معًا في الكنيسة طوال الأسبوع، يرفعون الصلوات بروح واحدة، ويستمعون إلى قراءات منتخبة من العهدين القديم والجديد، مع ألحان لها تأثير خاص، وطقس كنسي ينفرد به هذا الأسبوع المقدس، مرتلين تسبيحة البصخة المعروفة: "لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين، يا عمانوئيل إلهنا وملكنا".



تضاء ثلاث شموع أثناء صلاة البصخة، كرمز لكلمة "نور سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي"، وفي كل صلاة من البصخة، تُقرأ نبوءات ومزمور وإنجيل، فكل شمعة ترمز لقراءة من هذه القراءات الثلاثة.


خميس العهد ذكرى العشاء الأخير


ليلة العشاء الأخير، الذي تناوله المسيح مع تلاميذه، ويعرف أيضا بـ"الخميس المقدس"، أو "الخميس الكبير"، وهو عيد مسيحي يسبق عيد الفصح، وفيه يحيي المسيحيون ذكرى العشاء الأخير، الذي تناوله يسوع قبل موته، وغسل أرجل تلاميذه، وعلمهم خدمة بعضهم بعضا، ولذلك يقوم الكاهن في الكثير من الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية بغسل أرجل مساعديه في هذا اليوم.



خميس العهد، هو اليوم الخامس من أسبوع الآلام، يسبقه "أربعاء البصخة"، وتليه "الجمعة العظيمة"، ويقع تاريخ هذا اليوم دائماً بين 19 مارس و22 أبريل، لكن هذه التواريخ تقع في أيام مختلفة، اعتماداً على ما إذا استُخدم "الغريغوري" أو التقويم اليولياني، ولأن الكنائس الشرقية عموما، تستخدم التقويم اليولياني، يكون الاحتفال بالعيد على مدى الـ21 قرنا الماضية، بين 1 أبريل و5 مايو في التقويم الميلادي "الغريغوري"، وهوالأكثر شيوعا.



الجمعة العظيمة.. ذكرى موت المسيح


"يا إلهنا القدير، نسألك أن تنظر بعين العطف إلى عائلتك هذه، التي ارتضى ربنا يسوع المسيح من أجلها أن يتعرض        للخيانة، ويسلم إلى أيدي الأشرار، ويموت على الصليب، هو الذى يحيي ويملك معك ومع الروح القدس، إله واحد، إلى دهر الدهور. آمين".


جمعة الآلام، تعرف بعدة أسماء أخرى، أشهرها "الجمعة العظيمة"، وهو يوم احتفال ديني بارز في المسيحية، وعطلة رسمية في معظم دول العالم، يتم خلاله استذكار صلب المسيح وموته ودفنه.



 من الأسماء الأخرى التي تعرف بها هذه المناسبة "الجمعة السوداء"، و"الجمعة الجيدة" و"الجمعة المقدسة"، و"الجمعة الحزينة" و"جمعة عيد الفصح".


تعتبر "جمعة الآلام" يوم صيام إلزامي في مختلف الطوائف والكنائس المسيحية، يتم الانقطاع فيها عن الطعام والشراب في الكنيسة الكاثوليكية، من منتصف ليل الخميس وحتى ظهر الجمعة، وتكون الوجبات نباتية وغير مطبوخة أو محلاة.


في بعض البلدان، ترتبط الجمعة العظيمة بمأكولات معينة، ففي سوريا ولبنان يعد طبق يدعى "الحر والمر"، وهو عبارة عن سلطة خضار يضاف إليها زيتون، إضفاءً لنكهة من المرارة، تيمنًا بالمسيح، الذي ذاق المر على صليبه، وفق رواية العهد الجديد. وفي مصر، يتم الإفطار بتناول الفول فقط، دون زيت، مع رشفة من الخل.


سبت النور أو سبت المقدس


تقليد قديم يرمز إلى الأبدية والسلام وقيامة المسيح، وبحسب الإيمان المسيحي، فقد تدحرج الحجر الذي كان يقفل على القبر حيث كان المسيح مدفونا، وانبعث من القبر نور مقدس، معلنا قيامة يسوع المسيح من بين الأموات. ويحتفل المسيحيون بعد منتصف الليل بالفصح، بقيامة السيد المسيح، وينهون 40 يوما من الصوم.



أحد القيامة.. تذكار قيامة يسوع وظهوره لمريم المجدلية


أعظم الأعياد المسيحية وأكبرها، يستذكر فيه قيامة المسيح من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه وموته، كما هو مسطور في العهد الجديد، وفيه ينتهي الصوم الكبير، الذي يستمر عادة 40 يومًا، كما ينتهي أسبوع الآلام، ويبدأ زمن القيامة المستمر في السنة الطقسية 40 يوما حتى عيد "العنصرة".


يتم الاحتفال حوالي الساعة 11 مساءً، من ليلة سبت النور وحتى الساعات الأولى من صباح السبت، ويبدأ الاحتفال بعيد القيامة بصلاة تسبحة العيد عصر السبت، ثم باكر عيد القيامة، مع حلول الظلام، وأخيرا قداس عيد القيامة مع انتصاف الليل، وتختم مع الساعات الأولى من يوم أحد القيامة.


فيديو يشرح طقوس أسبوع الآلآم