التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 03:58 م , بتوقيت القاهرة

عيد الربيع.. احتفلت به كل الأمم وحرمه ابن تيمية

احتفلت الأمم القديمة من الفراعنة والبابليين والآشوريين والرومان والجرمان، بأعياد الربيع، وإن اختلفت التسمية، فهو عند الفراعنة "شم النسيم"، وعند البابليين والآشوريين "ذبح الخروف"، وعند اليهود "عيد الفصح"، وعند الرومان "عيد القمر"، وعند الجرمان عيد "إستر" إلهة الربيع.



عند الفراعنة
"عيد شموس"، أو عيد بعث الحياة، هكذا كان يسمي الفراعنة عيد "شم النسيم"، منذ 5000 عام ،كانوا يعتقدون أن هذا اليوم هو أول الزمان، أو بداية خلق العالم.

عند اليهود
اختار اليهود عيد "مولد الزمان"، ليخرجوا من مصر ، وصار عيد خروجهم يعرف باسم "عيد الفصح"، أو الخروج بالعبرية.

عند المسيحيين
انتقل العيد إلى المسيحية وارتبط بـ"عيد القيامة"، لأن عيد شم النسيم كان يقع أحيانا في فترة الصوم الكبير، ومددتة 55 يوما، تسبق عيد القيامة، ولما كان تناول السمك ممنوعا خلال الصوم الكبير، بينما تناوله كان من مظاهر الاحتفال بشم النسيم، فتقرر نقل الاحتفال به إلى ما بعد عيد القيامة مباشرة، ومازال هذا التقليد متبعا حتى يومنا هذا.

 


أساطير شم النسيم
يرتبط "شم النسيم" بأساطير عدة مثل المرأة التي تخرج من النيل في ليلة شم النسيم، يدعونها "ندَّاهة"، تأخذ الأطفال من البيوت وتغرقهم، وقالوا "إنها لا تستطيع أن تدخل بيتا يعلق عليه البصل".
 


وتقول أسطورة أخرى إن أحد ملوك الفراعنة من الأسرة السادسة، في منف، كان له طفلا وحيدا، أصيب بمرض غامض، واستدعى الملك الكاهن الأكبر لمعبد آمون، فنسب مرض الأمير الطفل إلى وجود أرواح شريرة تسيطر عليه، وأمر الكاهن بوضع ثمرة ناضجة من ثمار البصل تحت رأس الأمير، في فراش نومه عند غروب الشمس.


ظهور الفسيخ
وظهر الفسيخ في عهد الأسرة الخامسة، وذكر هيرودوت أن الفراعنة كانوا يأكلون السمك المملح، وهو ينتشر أيضا في بلدان مثل فلسطين خصوصا غزة، وربما انتقل إليها بسبب حدودها مع مصر.



رأي الدين
ورغم تأكيد دار اللإفتاء جواز الاحتفال بعيد شم النسيم، إلا تساؤلات جواز الاحتفال به من عدمه تتكرر كل عام، فالشيخ عطية صقر، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، يرى أنه "لا مانع من الاحتفال بعيد شم النسيم، طالما لم ينبعث من عقيدة فاسدة."


ويستند جمهور الممانعين للاحتفال بهذا اليوم إلى رأي ابن تيمية، الذي يقول "إنه يوم لا بد أن يمر عاديا دون احتفال، لا تعطل دكانك ولا وظيفتك ولا تأخذ إجازة في هذا اليوم ،لأنه ليس عيدك".


ويذهب أبو إسحاق الحويني إلى أبعد من ذلك، فيقول إنه "لا يجوز الاحتفال بهذا العيد أو حتى شراء البيض والفسيخ."

كما يقول ابن باز "لا يجوز مشاركة أهل الكتاب في هذا العيد، ولا حتى مساعدتهم بالأواني، لأن مشاركتهم بمثابة تعاون على اللإثم والعدوان". ويتفق ابن العثيميين مع ما جاء في كتاب ابن القيم، "أحكام أهل الذمة"، الذي يرى أنه لا يجوز الاحتفال بأعياد النصارى "المسيحيين".