أخ توأم وحواديت أغرب عن مارك سنكلير الشهير بـ فان ديزل!
غالبا أول ما يخطر ببالك كل مرة تلقائيا مع قراءة اسم فان ديزل، سلسلة أفلامه الشهيرة Fast and the Furious التي يكتسح حاليا الجزء السابع منها Furious 7 شباك التذاكر العالمي.
لكن قبل أن يصبح دومينيك توريتو في السلسلة الشهيرة، عاش طفولته منذ مولده 1967 باسم مارك سنكلير فنسنت. وهو الاسم الذي اكتسب نصفه الأول (سنكلير)، من اسم أسرة والدته. باحثة الفلك البيضاء ذات الأصول الإنجليزية الألمانية الاسكتلندية المشتركة. ونصفه الثاني (فنسنت) من اسم صديق والدته وأبيه بالتبني، ذو الأصول الإفريقية، الذي يعمل كمدير مسرح في نيويورك ومدرب ممثلين.
مارك الذي لم يعرف أبدا أباه من الناحية البيولوجية، تربى وسط هذه الأسرة المترابطة مع أخيه التوأم بول. ومارس التمثيل أول مرة وعمره 7 سنوات فقط، عندما اقتحم مع توأمه وأصدقائه أحد المسارح الصغيرة، بغرض التخريب وتم ضبطهم. مسؤولة في المسرح عرضت على المجموعة 20 دولار لكل طفل شهريا، مقابل الحضور يوميا بعد المدرسة لتقديم فقرة.
صورة بجوار توأمه
رغم اهتمامه بالتمثيل بعدها وطبيعة عمل والده بالتبني، لم يسعفه الحظ كثيرا بفرص كبيرة. يتذكر ديزل هذه الأيام ويشكر ظروفه، لأن وقت فراغه أتاح له الاهتمام بعنصر آخر مهم، ترك أثرا بالغا على مستقبله، وهو ممارسة الرياضة بانتظام.
تكوينه الجسماني الرياضي القوي أتاح له قبل الوصول لعمر الـ 17 فرص عمل، كحارس أمن في نوادي وصالات رقص نيويورك، ليجني بعض المال. وبفضل تواجده المستمر هناك اكتسب مهارات جديدة، وفرت له أول تجربة مع الكاميرا. عندما اختاره مدرب حركات راقصة، لتقديم فقرة بريك دانس ضمن شرائط تدريبات كانت تصدر على شرائط الفيديو. التسجيل المرح من (أيام الكحرتة)، سيذكرك غالبا بعصر مايكل جاكسون، ويعود لعام 1984 وعمره 17 سنة.
بعد انتهائه من الثانوي، انضم للجامعة لنيل درجة متخصصة في اللغة الإنجليزية، وهي الحياة التي لم تناسبه. ليترك الجامعة بعد 3 سنوات، ويرحل لهوليوود في محاولة لتحقيق حلمه بالتمثيل. وهي المرحلة التي اختار فيها لنفسه الاسم الجديد (فان ديزل).
المحاولة انتهت بفشل ذريع في الحصول على أي فرصة مهمة، على مدار عامين متواصلين، ليعود من جديد إلى موطنه نيويورك، وإلى العمل في مجال التسويق عبر الهاتف.
خلال هذه الفترة فاز بظهور سينمائي يتيم (وليس فرصة)، في فيلم شهير جدا وهو Awakenings 1990 الذي قام ببطولته روبرت دي نيرو وروبين ويليامز. ستحتاج إلى جهد حقيقي لتلمح هذا الظهور الخاطف حتى مع السرعة البطيئة. لكنه باختصار الشاب ذو السالف الطويل الذي يقوم بغلق الباب!.. يتذكر ديزل التصوير ويضحك، لأنه كان يشعر بتوتر حقيقي، كما لو كان الدور ضخما ومحطة انطلاق!
Vin Diesel dans le film L'éveil (Awakenings) by djibouleau
بعد العودة إلى موطنه، ساندته الأسرة من جديد رغم قراره المؤلم السابق بترك الجامعة. ورحلته المريرة المحبطة في هوليوود، أصبحت وقوده وإلهامه لكتابة وبطولة وإخراج فيلم قصير عام 1995 بعنوان متعدد الأوجه Multi-Facial. الفيلم الذي تبلغ مدته 18 دقيقة، يسرد فيه تجاربه غير الموفقة للحصول على أدوار في هوليوود.
تكلف الفيلم 3 آلاف دولار، ادخرها من عمله. وتم تصويره في 3 أيام فقط بمشاركة أصدقائه ومعارفه. توأمه بول هو الذي قام بمونتاج الفيلم.
بشرة فاتحة لدرجة لا تسمح بدور أمريكي أسود من أصول إفريقية، وداكنة بدرجة لا تسمح بلعب دور صاحب الأصول الأوروبية، خصوصا مع الأنف العريضة!.. هكذا كانت الأزمة الأساسية باختصار في ضياع الفرص، رغم الثناء المستمر على موهبته. فاز الفيلم بفرصة عرض في مهرجان كان، واحتفى به النقاد. ويمكنك هنا مشاهدته بالكامل.
بعدها عاد للعمل في مجال التسوق عبر الهاتف، وادخر واقترض لتوفير 50 ألف دولار. وهي الميزانية التي حددها لتنفيذ أول أفلامه الروائية الطويلة الشاردين Strays 1997 الذي كتبه وأخرجه أيضا.
عُرض الفيلم في مهرجان صاندانس الشهير للأفلام المستقلة، واستقبله النقاد بشكل جيد، لكنه لم يستطع تسويقه تجاريا بالشكل الذي انتظره. ليعود محبطا من جديد إلى نيويورك وشبه مفلس.
بعد العودة وقبل الاستسلام التام للإحباط، تأتيه أخيرا الفرصة الذهبية في اتصال تليفوني من مكتب أحد أباطرة هوليوود.
لكن هذة حدوتة أخرى من حواديت مارك سنكلير، الشهير بـ فان ديزل سنسردها غدا في الجزء الثاني