التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 02:33 ص , بتوقيت القاهرة

من يكتب الأدب لأطفالنا؟

ظهر أدب الأطفال في القرن التاسع عشر وازدهر في العشرين، حيث ظهرت المجلات وانتشرت الكتب المأخوذة من الأساطير والحكايات الشعبية، مما يتيح الفرصة أمام الأطفال لمعرفة الإجابات عن أسئلتهم واستفساراتهم، ومحاولات الاستكشاف، واستخدام الخيال، وحب الاستطلاع، وإيجاد الدافع للإنجاز والتحرر من الأساليب المعتادة للتفكير.


يمتد أدب الأطفال في العالم العربي إلى منتصف القرن التاسع عشر حيث أتم محمد عثمان جلال  ترجمة معظم الحكايات الشعرية الخرافية الغربية إلى العربية نقلا عن الشاعر الفرنسي "لافونتين" بين أعوام "  1849-1854 "، وقد أطلق على كتابه المترجم "العيون اليواقظ" في الأمثال والمواعظ.


وفي العصر الحديث أنجز بعض الشعراء الرواد أمثال أحمد شوقي شعرا قصصيا عظيما للأطفال معبرين عن ميول هذا السن المبكر ورغباته فجاءت أشعارهم التي تحكي قصصا وروايات على لسان الحيوان والطير، وكان شوقي بأغنياته وقصصه الشعرية التي كتبها على ألسنة الطير والحيوان للصغار رائدا لأدب الأطفال في اللغة العربية.



 يمكن القول أن من خطا الخطوات الأولى في مجال أدب الأطفال محمد عثمان جلال ثم إبراهيم العرب، وأحمد شوقي وثلاثتهم شعراء، وتبعهم محمد الهراوي الذي نظم الأناشيد والأغاني للأطفال، وفي مجال الكتابة النثرية ألف علي فكري عام 1903 كتابه "مسامرات البنات".


 المحاولات المذكورة سابقا كانت محفزا للكثيرين ليتابعوا الطريق، أمثال: عمران الجمل وفايز الجمل، وحسن توفيق، ونعمة إبراهيم، وتوفيق بكر، ومحمد عبدالمطلب، وقد غلب على كتبهم الطابع التعليمي.


وبرز في الثلث الثاني من القرن العشرين كتاب أمثال: عمر فروج، حبوبة حداد، عبدالكريم الحيدري، وبعضهم تجاوزت شهرته حدود بلاده، مثل: كامل الكيلاني، محمد سعيد العريان، عطية الأبراشي، إبراهيم عزوز، وأحمد نجيب، حاول مؤلفو هذه المرحلة إحياء التراث العربي، فلجأوا إلى ألف ليلة وليلة، وكليلة ودمنة، والحكايات الشعبية.



 ويعتبر كامل الكيلاني من أبرز كتاب هذه المرحلة والرائد الحقيقي لأدب الأطفال في اللغة العربية، وقد كتب أكثر من مائتي قصة ومسرحية، وكانت أول قصة له هي "السندباد البحري"  سنة 1927



ومن هذا الجيل، ظهرت عدة أسماء في أدب الطفل، أبرزهم الرسام والكاتب وليد طاهر، وحصل على المركز الأول في معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل، لديه 15 إصدارا مكتوبا، بالإضافة إلى 30 رسما في أدب الأطفال.



 وكذلك الروائية عفاف طبالة المرشحة لجائزة "هانز كريستيان أندرسون" لكتاب ورسامي كتب الأطفال، و،"هانز كريستيان أندرسون"، هي أعلى تقدير دولي يمنح لكاتب أو رسام لكتب الأطفال عن مجمل أعماله.


كانت الدكتورة عفاف طبالة، قد تم تكريمها الشهر الماضي في مهرجان القاهرة لسينما وفنون الطفل، وحصلت عام 2011 على جائزة الشيخ زايد بن آل نهيان في دورتها الخامسة في فرع أدب الطفل، عن كتاب "البيت والنخلة".