التوقيت الإثنين، 18 نوفمبر 2024
التوقيت 06:31 ص , بتوقيت القاهرة

أين اختفت المعلّمة "توحة"؟

يرجع  لقب "المعلمة" إلى عشرينيات القرن الماضي، حيث كانت البلاد تمر بمرحلة اقتصادية متدنيّة، خاصة في المدن الساحلية، وكانت النساء قديما يفتحن بيوتهن كاستراحة، لاستقبال الزبائن وأهالي الحي، أو القادمين من البلاد المجاورة، ويقدمن لهن المشروبات الباردة والساخنة والجوزة، غير البيوت التي كانت تقدم المشروبات الكحولية بمقابل مادي بسيط، أو مقابل مواد غذائية يحتاجونها، ثم تطور شكل الاستراحة إلى وضع كراسي خشبية أمام البيوت، ونصبة بها المشروبات المختلفة.



بمر الزمن، تطوّرت فكرة استقبال الزبائن في البيوت إلى أماكن مخصصة بها كراسي، وملحق بها مكان مخصص لإعداد المشروبات والشيشة، والتي تسمى في وقتنا الحالي بـ"المقاهي". وانتشرت بشكل كبير في الصعيد ومعظم محافظات مصر، وكان كل من يمتلك أو يدير مقهى في ذلك الوقت يطلق عليه "المعلّم"، أي "الأستاذ" باللغة الشعبية.


ولم تقتصر المهنة على الرجال فقط، لكن هناك "معلمات" أيضا يُدرن المقاهي، منهن من ورثها ومنهن من اشتراها،  كما أن لقب "المعلمة" في الأماكن الشعبية قديما كان يرفع من شأن ومكانة صاحبته.


لم يقتصر لقب المعلمة على صاحبة المقهى فقط، بل أيضا على زوجة الجزار وصاحبة الكازينوهات الشعبية وكبيرة الرقاصات، وعلى كبيرات الحارات الشعبية.


مع نهاية الثمانينيات، بدأ لقب المعلمة يختفي تدريجيا، بل والمهنة نفسها، لاعتقاد البعض أنها سيئة السمعة، بعد أن أصبح لقب المعلمة يطلق على صاحبات الأعمال المنافية للآداب، والمخالفة للقانون.


أم عمرو آخر المعلمات المحترمات


أم عمرو، 58 عاما، صاحبة إحدى أشهر مقاهي السيدة زينب، التي ورثتها من والدها المعلم عمر، وكانت تعمل معه منذ السادسة من عمرها، وبعد وفاته، استلمت إدارة القهوة بالكامل، وأصبحت معروفة في حي السيدة زينب بـ"المعلمة أم عمرو".


ووصفها سكان المنطقة بالجدعنة وأنها صاحبة واجب، واستطاعت أن تحافظ على سير عمل القهوة، كما كانت في عهد والدها، حيث يأتي إليها العديد من الزبائن خصيصا. وبعد وفاة زوجها أصبحت القهوة مصدر الرزق الوحيد لها ولأبنائها ولأخواتها الستة. وكانت آخر المعلمات المحترمات في وقتنا الحالي.



أشهر معلمات السينما المصرية


السينما المصرية إحدى الوسائل الإعلامية التي وثقت مهنة المعلمة على مر السنين، وأدّت دورها نجمات كبيرات، مثل الفنانة تحية كاريوكا، في فيلم "المعلمة" مع يحى شاهين، و"شباب امرأة" مع شكري سرحان، كما أتقنت الفنانة هند رستم دور المعلمة في فيلم "توحة" مع محسن سرحان.



ولعبت الفنانة نجمة إبراهيم دور المعلمة دواهي في فيلم "جعلوني مجرما" مع فريد شوقي، كما أطلت الفنانة نعيمة الصغير بدور المعلمة في فيلم "سونيا والمجنون" مع نجلاء فتحي ومحمود ياسين، والمعلمة كاتعة في فيلم "العفاريت" مع عمرو دياب ومديحة كامل.



وقامت بالدور أيضا الفنانة سعاد أحمد في فيلم "بلدي وخفة"، مع محمود شكوكو، وقدمت "أم حميدة" في فيلم "ابن حميدو" مع إسماعيل ياسين، وكذلك هدى سلطان في فيلم "سواق نص الليل"، كما لعبت الدور أيضا الفنانة ماري منيب في فيلم "حميدو" مع فريد شوقي، وشويكار في فيلم الكرنك كانت المعلمة "قرنفلة" مع سعاد حسني ونور الشريف، كما لعبت نادية الجندي دورالمعلمة "وردة".



ومن أشهر أدوار المعلمة في المسلسلات المصرية "فضة المعداوي" الذي لعبته الفنانة سناء جميل في مسلسل "الراية البيضا"، وكذلك فردوس عبدالحميد في مسلسل "زيزنيا" وصفاء الطوخي في مسلسل "ريا وسكينة".