التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 02:37 ص , بتوقيت القاهرة

عبدالحليم حافظ: أنا كمان بعرف أصفر وأصفق

تحل اليوم الإثنين، الذكرى الـ 38 على رحيل العندليب الأسمر، عبدالحليم حافظ. وبهذه المناسبة يرصد "دوت مصر"، علاقة العندليب بأم كلثوم وفريد الأطرش وعبدالوهاب.



الاسم الحقيقي، عبدالحليم علي شبانة، من محافظة الشرقية، بدأ مشواره الفني عندما التحق بمعهد الموسيقي العربية "قسم تلحين"، في 1943، ليلتقي بالفنان كمال الطويل، الذي كان في ذلك الوقت طالب بقسم  "الغناء والأصوات".


بعد أن تخرج عبدالحليم عمل لمدة 4 سنوات مدرسا للموسيقى، بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة، ليقدم استقالته من التدريس، ويلتحق بفرقة الإذاعة الموسيقية، عازفا على آلة "الأبوا" في 1950.


وحينما قابل عبدالحليم رفيق عمره مجدي العمروسي، في بيت مدير الإذاعة، فهمي عمر، في 1951، اكتشفه الإذاعي الكبير حافظ عبدالوهاب، الذي سمح له باستخدام اسم "حافظ" بدلا من "شبانة".


 


عبدالوهاب في حياة العندليب


كان عبد الوهاب من أشد المعجبين بصوت عبدالحليم وثقته الكبيرة في نفسه، حيث قال عنه "إن عبدالحليم شجي الصوت، ويتمتع بميزة ستفتح أمامه أبواب النجاح، وهي ثقته الكبيرة بنفسه، عندما غنى أمامي وأمسك عوده، ورغم أنها كانت أغنيتي إلا أنه غنى بطريقته الخاصة ولم يغن بطريقتي، فهو يمتلك قدر كبير من الذكاء". وتعاون عبدالحليم مع عبدالوهاب في العديد من الأغاني.
 




أم عن علاقة عبد الحليم بعملاقة فن الزمن الجميل السيدة "أم كلثوم"، وفريد الأطرش، من الممكن أن توصف في البداية بشهر الربيع فكانت علاقة هادئة إلى حد ما، إلى أن تحولت العلاقة للخريف، بدخول العواصف والشائعات حولهم فكانوا على خلاف دائم ومنافسة مستمرة بسب التصارع على إحياء الحفلات الرسمية والظهور السياسي.



عبدالحليم وأم كلثوم


بدأ الخلاف بين العندليب الأسمر والسيدة أم كلثوم، في إحدى حفلات ذكرى ثورة يوليو، في  1964، بحضور الرئيس جمال عبدالناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة، وتضمن برنامج الحفل أن يغني عبدالحليم بعد وصلة أم كلثوم، إلا أنها استغرقت في الغناء أكثر من الوقت المحدد لها إلى وقت متأخر من الليل.


حينها بدأ عبدالحليم يفقد أعصابه خلف المسرح، نتيجة تأخر ميعاد صعوده، محللا ذلك بأن هناك اتفاقا بين أم كلثوم وعبدالوهاب على ذلك، فبعد أن صعد على المسرح، قال "إن أم كلثوم وعبدالوهاب أصرا أن أغني في هذا الموعد.. ولا أعلم إذا كان هذا شرف لي أم مقلب".


 


كلمة عبدالحليم في الحفل



 


كانت هذه الكلمات سبب الخلاف الذي دام لمدة 5 أعوام بين أم كلثوم وعبدالحليم، كما حرمه الرئيس عبدالناصر من الغناء في أعياد الثورة لمدة 3 سنوات، وظل عبدالحليم يحاول مصالحة أم كلثوم، ولكنها كانت ترفض بشدة، فكل من حاول أن يتدخل لحل هذا الخلاف كان الفشل حليفه.



في عام 1970، في حفل خطوبة ابنة الرئيس الراحل أنور السادات، بالقناطر، وكانت السيدة أحد ضيوف الحفل وعبدالحليم أيضا، حاول السادات أن يحل الخلاف، ولكن أم كلثوم كانت رافضة بشدة التحدث عن عبدالحليم، فقال عبدالحليم أن سأحل هذه المسألة، ودخل  الحفل واقترب من أم كلثوم وقبل يدها، ترد عليه "أنت عقلت ولا لسة"، لينتهي الخلاف بينهم.




عبدالحليم وفريد الأطرش


شهدت علاقة عبدالحليم بفريد الأطرش العديد من المواقف، ففي 27 أبريل 1970، كانت هناك حفلتين في نفس التوقيت لعبدالحليم والأطرش، في احتفالات شم النسيم.


فكان عبدالحليم يرى أن إحياء حفل شم النسيم حقا له، وذلك بعد سفر الأطرش لمدة 4 أعوام إلى بيروت. ويرى الأطرش أنها حق له وحده، بعد أن احتكر إحياء حفلات شم النسيم لأكثر من 25 عاما.


وهنا تدخل الرئيس عبدالناصر ليحل الموضوع، وأمر التليفزيون المصري والبرنامج العام بإذاعة حفل الأطرش، وإذاعة حفل عبدالحليم مباشر من خلال إذاعة صوت العرب، على أن يذاع حفله في اليوم التالي في التليفزيون.


 


رد عبدالحليم على الجمهور



ولم تكن هذه المرة آخر الخلافات بين حليم وفريد، ففي أحد حفلات عبدالحليم كان يغني "قارئة الفنجان"، حيث الواقعة الشهيرة بين العندليب الأسمر والجمهور، عندما قام أحد الجمهور بالتصفيق والتصفير بشكل مستفز، ما أدى إلى انزعاج عبدالحليم، قائلا "أنا كمان بعرف أصفر وأصفق".


وانتشرت الشائعات في ذلك الوقت، أن هناك جمهور مأجور من قبل الأطرش لإفساد حفل العندليب.