لعنة هوليوود أقوى من لعنة الفراعنة في The Pyramid
صيف 1999 شهد عرض عمل مختلف إلى حد كبير في سينما الرعب، عندما أخرج الصديقان دانيال ميريك وإدواردو سانشيز فيلم مشروع الساحرة بيلر أو The Blair Witch Project، بميزانية لا تتجاوز 60 ألف دولار، وانتهوا بعمل اكتسح شباك التذاكر عالميا بما يقرب من ربع مليار دولار.
الفيلم الذي دارت أحداثه عن 3 طلاب سينما، في رحلة لصناعة فيلم تسجيلي عن أسطورة محلية باسم "الساحرة بيلر"، انتهت باختفائهم، لكن تم العثور على ما صوروه من مادة فيلمية، أطلق عشرات الأعمال التي سارت على نفس النهج. بحيث يصبح ما تراه على الشاشات، أقرب لعمل تسجيلي واقعي لا يعرف المصور تحديدا ما سيحدث فيه، منه إلى أفلام هوليوود التقليدية. وأنتج أيضا تنويعات مختلفة مقاربة، أشهرها فيلم Paranormal Activity الذي ترى فيه أغلب الوقت، ما تسجله كاميرا ثابتة في منزل.
الشكل التسجيلي يجعل عنصر الرعب أقوى وأكثر مصداقية، والنقطة الأكثر ذكاء في هذه الأفلام، أن المتفرج لا يعرف تحديدا ولا يرى أغلب الوقت، مصدر الرعب والقتل. أو كما يقال بالصيغة الأمريكية الدارجة Less is more وهو ما يمكن ترجمته إلى "الأقل أقوى تأثيرا".
في The Pyramid 2014 اختار المخرج الشاب جريجوري ليفاسور، وصديقة المنتج ألكسندر أجا إطار منبثق من فكرة (المادة الفيلمية التسجيلية)، واستعانوا بهرم فرعوني كموقع أحداث، وهو مكان له سمعة وأسطورة عالمية في مجال الرعب (لعنة الفراعنة).
بدأ رواج أسطورة لعنة الفراعنة عالميا، عند افتتاح مقبرة توت عنخ آمون عام 1922م، مع نقوش "سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك". العبارة التحذيرية تلاها سلسلة من الحوادث الغريبة التي بدأت بموت كثير من العمال القائمين بالبحث في المقبرة.
الفيلم يبدأ باكتشاف مجموعة من مُنقبي الآثار، أثناء الفوضى والصراعات السياسية في مصر عام 2013، لهرم فرعوني صغير غريب الشكل، ثلاثي الأوجه على عكس الشكل السائد (رباعي). إصرار الفريق على كشف أسرار هذا الهرم المختلف، رغم كل الظروف الأمنية والاضطرابات المحيطة، ينتهي باقتحامهم له لتبدأ رحلة مرعبة.
الشخصيات مكررة بنفس الشكل الهندسي الهوليوودي الثابت في هذه النوعية. الشخص العنيد.. الفتاة الهستيرية.. المذعور الذي يدعو الجميع للتراجع طوال الوقت.. الخ. وتزداد هشاشتها مع الأداء التمثيلي الهزيل من الطاقم ككل. المتفرج المصري تحديدا سيشعر بقدر أعلى من الاستفزاز، لأن المصري الوحيد في الفيلم، يتحدث بلكنة عربية غير مصرية.
قاعدة Less is more تم نسفها هنا تماما للأسف، لأن سيناريو دانيال ميرساند ونيك سيمون، يحاول تفسير كل شىء، ويعرض كل شىء. والأسوأ من السيناريو الإخراج، لأن التنفيذ رخيص وبدائي. شخصيا شاهدت جرافيك أفضل في ألعاب أجهزة الـ PlayStation 1 في التسعينات.
أي حديث عن ألاعيب مونتاج وماكياج لا معنى له تقريبا، لأن كل التفاصيل السينمائية، لن تنقذ أبدا فيلم مصاب منذ البداية بلعنة هوليوود. عندما يحاول صناع فيلم ما، اقتباس إطار ناجح من أفلام سابقة، دون فهم حقيقي لعناصر تميز هذا الإطار، فتصبح النتيجة النهائية عمل مشوه يحقق أحيانا عكس المراد منه (الكوميديا).
باختصار:
إذا سافرنا بنسخة عبر الزمن للماضي، وشاهد الفراعنة هذا الفيلم، لكتبوا ربما على مقابرهم (سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يصنع فيلما رديئا متعلقا بآثارنا). عمل سيئ من كل الجوانب، لدرجة تجعلك تتمنى لكل من شارك فيه لعنة فراعنة حقيقية!