التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:23 م , بتوقيت القاهرة

ألف مشهد ومشهد (6)

.قبل ما كان بـ يكتب الرواية، كانت بـ تتحول لـ فيلم، بسم الله ما شاء الله


الله يرحمه يوسف السباعي كان راجل طيب ومسالم، وحبوب ولطيف، ومن النوع اللي يرضي رؤساؤه ويشهيص مرؤوسيه، فـ كان طريقه سالك، وتقريبا محدش خد مناصب قد اللي خدها، لـ درجة إنهم لما اغتالوه سنة 1978، كان وزير ثقافة.



كان توفيق الحكيم بـ يسميه "رائد الأمن الثقافي"، ولما إحسان عبد القدوس كان عايز يعمل حاجة اسمها المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، وطبعا كان لازم عبد الناصر هو اللي يصدر قرار بـ إنشاؤه، كلم يوسف السباعي، علشان هو اللي يقترحه على عبد الناصر.


مع إن عبد القدوس في الأول كان من أقرب الصحفيين والكتاب لـ رجال يوليو، لـ درجة إنه كان بـ يقول لـ ناصر: يا جيمي (على أساس جمال وكده). بس فيه حكاية،  الله أعلم بـ مدى صحتها، معنديش فيها مصدر مكتوب، بس سمعتها كتير، وبـ صراحة مصدقها، وحضرتك حر تصدقها أو تكذبها.


بـ تقول الحكاية دي إن عبد القدوس كتب مقال ينتقد فيه ممارسات بعض الظباط، كان عنوان المقال: "العصابة التي تحكم مصر". ما باتش إحسان عبد القدوس في بيتهم، وبعد مرمطة في الأجهزة الأمنية كام يوم، وإهانة بـ الأب والأم، بـ الذات الأم، خرجوه، والعربية اللي خدته طلعت بيه على بيت عبد الناصر يتغدى معاه.


عبد الناصر اعتذر له، على أساس إن البلد لسه فيها فوضى، وإن "الرجالة" اتصرفوا من غير ما يرجعوا لـ حد، عبد القدوس قال له: ولا يهمك "يا ريس". ناصر طلب منه إنه يناديه "يا جيمي"، زي ما هو متعود، بس عبد القدوس ما نفعش يقولهاله تاني. كان بـ يقول له: تمام يا ريس.


فيما بعد، عبد القدوس حكى الحكاية، لـ توفيق الحكيم ونجيب محفوظ، فـ الحكيم استغرب إن إحسان ما رضيش يقول لـ ناصر: "يا جيمي"، رغم إلحاحه. فـ نجيب محفوظ قال له: أصلا هم خرجوه من المعتقل لـ بيت عبد الناصر علشان يتأكد إن عبد القدوس ماعادش يقولهاله تاني تحت أي ظرف.


بـ غض البصر عن كده، فعلا إحسان عبد القدوس كانت علاقته متوترة بـ ناصر، وكانت الواسطة الأمثل يوسف السباعي.


السباعي كان ظابط في الجيش، بس مهتم بـ الأدب والقصة والرواية من صغره، وفـ 1952، كان هو مدير المتحف الحربي، والمشهور إنه كان واحد من "الظباط الأحرار"، وبعد 1952، كان نصيبه الثقافة والصحافة والذي منه، وكان الطبيعي جدا إن يكتب الرواية، اللي هـ تتحول لـ فيلم، والفيلم ده هو اللي يبقى الرؤية الرسمية لـ ثورة يوليو المجيدة.


اتكتبت الرواية، وكان اسمها "رد قلبي"، وفورا بدأت المنتجة آسيا في تحويلها لـ فيلم. (آسيا اللي أنتجت بعد كده "الناصر صلاح الدين" أو زي ما بـ أسميه: "عبد الناصر صلاح الدين").


رصدت آسيا ميزانية مفتوحة تقريبا للفيلم، إحنا بـ نتكلم عن سنة 1955، وقت بداية الإعداد للفيلم، اللي اتعرض أول مرة 1957. ومع ذلك الفيلم كان بالألوان الطبيعية، سينما سكوب.


والملاحظ هنا هو حشد الظباط اللي في فيلم، المخرج عز الدين ذو الفقار كان ظابط في الجيش، صلاح ذو الفقار، كان ظابط في البوليس، حافظ مظهر كان ظابط في الجيش، وواحد من تنظيم الظباط الأحرار. 


مين حافظ مظهر؟
ده الأستاذ أحمد مظهر بس كان ساعتها لسه "حافظ" وحتى اسمه مكتوب كده في تترات الفيلم "حافظ مظهر".



إيه المشهد اللي هـ نتكلم عنه في "رد قلبي"؟
ودي محتاجة سؤال: "إنت من الأحرار يا علي"، بس طبعا الطريق للجملة دي طويل طول الفيلم ذاته.


استنونا