توجد العديد من العوامل الثقافية التي تربط مصر باليمن، ولعل أهمها "الثقافة التهامية"، لكونها من ثقافة حوض البحر الأحمر، التي لا تقل أهمية عن ثقافة البحر الأبيض المتوسط.

تمثل ثقافة البحر الأحمر نفس عادات وتقاليد، إلا أن اليمن أقصى وهمّش الهويات الثقافية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، ونزع ملكية الأرض من السكان الأصليين.

وتتسم "الثقافة التهامية" بالعراقة، كونها حافلة بالتنوع، حيث تشمل الفلكلور الشعبي متمثلا في الرقصات الأفرويمنية التهامية، والشعر التهامي، والأغنية الشعبية التهامية، والتراث التهامي الإسلامي، والطابع المعماري التهامي، الذي انتشر بعمق في الساحل اليمني، وفقا لتقرير لجنة اليونسكو الخاصة بالتراث العالمي المهدد بالخطر، الأمر الذي تتشابه فيه اليمن مع مصر.

تُخلّد الثقافة التهامية أدبيات التراث العالمي، باعتبارها جزءا لايتجزأ من ثقافة البحر الأحمر ومن مكونات الثقافات الإنسانية.

 حضارة "تيماء"

تعد حضارة تيماء هي المخزن أو المكنز الثاني في الجزيرة العربية، أما المكنز الأول فهو عدن باليمن، و"المكنز" هو المكان الذي تكنز فيه البضائع التي تأتي من شرق إفريقيا، ومن غرب الهند، ثم تُشحن إلى الشمال عن طريق القوافل.

والمكنز الثاني كما ذكرنا سابقا هو تيماء، ويدل عليه الخرطوش الفرعوني الذي وجد هناك، ويعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، الأمر الذي يدل على وجود صلة قوية بين مصر وشمال غرب الجزيرة العربية، آنذاك.

وهذا "الخرطوش" يعود إلى فترة رمسيس الثالث، ومعني هذا أن هناك طريقا كان يشمل منطقة شمال غرب الجزيرة العربية وسيناء.

أكل الشطة

ليس هذا فحسب، بل توجد بعض العادات والأمور الحياتية التي يتشارك فيها المصريون واليمنيون، ومنها على سبيل المثال (الحفاظ على العادات والتقاليد - حب المأكولات الحارة - الملابس والحلى التي تشبه كثيرا ملابس البدو في سيناء)، وغيرها من الأمور، وفي الموسيقى والغناء تتشابه اليمن مع مصر كثيرا، خاصة في الاعتماد على الآلات الشرقية خاصة الوترية منها، حيث تتشابه آلة "القنبوس اليمنية التراثية"، مع آلة العود.

وفيما يتعلق بالأناشيد الصوفية والمديح، تدور الأغاني "الصنعانية" حول الحب والغزل، وتنتهي غالبا بصلاة على النبي محمد، وأغلب كلماتها من مدرسة الشعر الحميني، التي لا تلتزم بقواعد اللغة العربية الفصحى، وهو مزيج بين اللهجة المحلية والفصحى، ومن أشهر أغاني هذا اللون.

"صادت فؤادي بالعيون الملاح"
" يا مكحل عيوني بالسهر"
" يا حي يا قيوم يا عالم بما تخفي الصدور"

حمل السلاح

يعتبر امتلاك السلاح أمرا مألوفا وجزءا من شخصية اليمني، ابتداء بالخنجر، وصولا إلى الأسلحة الثقيلة مثل "الكلاشنكوف"، التي يمكن شراؤها من الأسواق، الأمر الذي يتشابه مع ما يحدث في عائلات صعيد مصر، إلا أن هناك أسبابا سياسية وراء انتشار السلاح في اليمن.