التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 11:12 م , بتوقيت القاهرة

ألف مشهد ومشهد (5)

فيه أفلام كتير، قدمت فكرة جريئة وجديدة، بس أصحاب الأفلام خافوا من رد فعل الجمهور أو النقاد أو حتى الرقابة، فـ قالوا نكحل الفكرة، فـ عموها. للأسف الشديد فطين عبد الوهاب وعباس كامل عملوا كده في "ابن حميدو".


هم صاغوا تركيبة عظيمة فطين بـ رؤيته وفكره، والتاني بـ صياغته وكايكاتيره، وطول الفيلم بـ يأكدوا على إن الراجل سي السيد ده غالبا زي عبد الفتاح القصري، مغفل، وعمال يقول: كلمتي لا ممكن تنزل الأرض، وبلا بلا بلا. في حين إنه غالبا لايص كومبليتلي، ومن كلمة واحدة بـ يعمل أرنب. حتى في المشاهد العابرة لما نلاقيهم بـ يلعبوا طاولة كانت هي اللي بـ تغلبه، وهو يقعد يلوم الحظ. بس جم فـ الآخر، وعملوا المشهد اللي دمر الفكرة تماما، لما كانت النهاية بـ إن عبد الفتاح القصري بـ يضرب سعاد أحمد بـ القلم، ويقول لها: مفيش حنفي! فـ تزغرد!



النهاية دي هـ نلاقيها في أفلام كتير بعد كده، زي عبد الوارث عسر وزينات صدقي لما كرروا المشهد تقريبا نفسه في "إسماعيل ياسين في الأسطول" وبرضه كان فطين عبد الوهاب، وزي يوسف وهبي وإحسان شريف (بنت سلطح بابا) في "إشاعة حب" لـ فطين عبد الوهاب برضه، ويوسف وهبي وميمي شكيب في "البحث عن فضيحة" لـ نيازي مصطفى. على عكس نهاية فيلم زي "مراتي مدير عام" لـ فطين، لما صلاح ذو الفقار استجاب أخيرا لـ فكرة إنه يبقى موظف، ومراته مديرته في الشغل، بس كله جي في دوره.


خلاف حنفي، "ابن حميدو" كان منجم للكاركترات والإيفيهات، كفاية الباز أفندي، الشخصية التاريخية اللي لعبها توفيق الدقن، من أول صلاة النبي أحسن، واليافطة اللي حاططها إنه ساقط توجيهية ووكيل أعمال وسمسار مراكب، وبـ العكس. وكرافتته اللي ترد الروح، والشمعة دي تحطها في.. عينك .. آه، وسيل الإيفيهات اللي مش بـ يخلص. وعايز أقول لك إنه تقريبا في الوسط الصحفي، مفيش حد حب يشتم حد ويقول عنه إنه انتهازي وفاسد ولبط وبتاع كله من غير ما يشبهه بـ الباز  أفندي، والحكاية دي ليها أصل، بس مش وقته، ومش ضروري.



لكن بعيدا عن ده كله، الفيلم ده كان واحد من 17 فيلم ظهرت فيهم "نيللي مظلوم"، اللي لعبت دور "لاتانيا"، اللي اترمت عليها القلشة الشهيرة إنها راحت ورا "لا تالتة"، ودي كانت من أوائل القلشات في السينما.



نيللي مظلوم دي أول حد يتقال عليها "الطفلة المعجزة"، اللي اتقال بعدها عن ناس كتير، واللقب ده ما خدتوش من فراغ، وإنما لأنها كانت بـ تعاني في أوائل سنين عمرها من شلل الأطفال، واتعالجت، وبقت أشهر راقصة باليه مصري، وبدأت نجوميتها من وهي عندها عشر سنين، وعباس كامل هو اللي اكتشفها مش فطين عبد الوهاب.


نيللي دي اتجوزت كذا مرة، كان فيهم اتنين أغرب من بعض، واحد أبو ديميس روسوس، يعني روسوس نفسه، والتاني عاطف صدقي رئيس الحكومة المصرية قبل كده، واتجوزته زمان قبل ما يبقى رئيس وزرا بـ كتير، وقبل حتى ما يبقى وزير.




نيللي دي مكنش ليها طلة في السينما، فـ ركزت في الباليه، وأسست معهد للرقص الشرقي، والمعهد ده كسر الدنيا، وكان من أوائل المدارس اللي عملت كده، فـ راحت "الثورة" طبعا أممتها، زي ما أممت غيرها وغيرها، وبقوا يدوها مرتب مش عارف كام جنيه، فـ سابت الجمل بـ ما حمل، وركبت الحلزونة، وطلعت على بلدها الأصلية، اليونان، وبالمناسبة فضلت عايشة لـ حد سنة 2003.


وربنا يرحم الجميع