التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 05:17 م , بتوقيت القاهرة

خطابات الفنانين المنسية محملة بالقبلات والصراصير

ربما تعدّ كتابة الرسالة هي الحدث الأجمل في العلاقات الإنسانية، هكذا كتب جون جراهام إلى زوجته إلينور في عام 1958: "في الحقيقة إنها أجمل ما تبقى".


بدأت ليزا كيروين في تنفيذ مجموعتها الآخاذة من الخطابات الملونة من أرشيف مؤسسة "سميثسونيان"، ويتضمن الكتاب أكثر من 90 عملا فنيا يتخذون أشكال خطابات الشكر، الحب، السير على الأقدام، تحيات العطلات، وكيفية الحال، وتُدمج التفاصيل الشخصية التي تتعلق بنواحي الحياة، إدارة الأعمال، الأسرة، والحب بصور تفيض بالفراغات حرفية ورقمية، لتوصيل ما لا تتمكن الكلمات أحيانا من توصيله.


وفي خطاب لزوجته يكتب الرسام والت كون: "لا يجب أن يغفل الفرد أن قوة الكلمات محدودة"، يبدو واضحا أيضا أن صور الرسامين في الكتاب ليس ورودا للزينة، أو وسائل اتصال ثانوية بأي حال من الأحوال.



وبحسب صحيفة "هافنجتون بوست"، فإنه بالنسبة لفنانين أمثال: آندي وارهول، راي جوهانسون، وجلاديس نيلسون، فإن تلك الصور تأتي في صلب الاتصال المتعدد بين الأفراد، كما إنها ضرورية وغرائبية في التواصل بين الأفراد، كل خطاب مقدم تم تأريخه وشرحه، كما يقدم ملخصا ونظرة حميمية على أكثر إبداعات الفنانين ذاتية، على عكس الأعمال الفنية التي تُعلق على جدران المتاحف أو في كالتالوجات الفنانين، فإن الإبداعات البصرية لم تكن تنتوي الإفلات من قبضة المشاهدين.


بعد طلاقها من الرسام ديجو ريفيرا في عام 1940، كتبت الرسامة المكسيكية فريدا كاهلو إلى صديقتها إيمي لو باكارد خطابا تشكرها فيه على الاعتناء بريفيرا في أثناء عملها مساعدة له في فترتي المرض والعمل، وقد اختتمت خطابها قائلة: "قبلي ريفيرا لي وأخبريه أنني أحبه أكثر من حياتي"، وأوشمت الرسالة الصادرة من القلب بقبلات أحمر شفاة، واحدة لديجو، أخرى للو، وأخيرة لابنها. بعد تلك الرسالة أعاد ديجو وفريدا الزواج مجددا.


كما أن هناك خطاب آخر بخيط اليد لآندي وارهول يعود لعام 1949 إلى راسل لاينز يقول فيه: "تخرجت من معهد كارنيجي التكنولوجي، وأعيش الآن في مدينة نيويورك متنقلا من شقة بها صرصور وحيد إلى أخرى".



وتشير ليزا كيروين في مقدمة الكتاب إلى أن الخطابات المرسومة وسائل اتصال ملهمة، وأن لديها القدرة على نقل القاريء من مكان ووقت آخرين، من أجل إعادة خلق العلامات، الأصوات، التصرفات، وتخيلات المؤلف. علينا أن نعترف أنه في زمن كان الإتصال فيه يتم عن طريق النصّ، البريد الإلكتروني، أو الرسائل المباشرة يصبح فتح ظرف مغلف، يطوف البلاد وبداخله رسمة مصممة من أجلك، شيئا ساحرا.