فيديو| "بائعة جنس" تشرح فلسفة "كانت"
نشر موقع The School Of Life، فيديو يعرض فلسفة الألماني "إيمانويل كانت" العقلية، على لسان بائعة جنس. واستعان الموقع بفتاة تقوم بدور فتاة ليل تتحدث عن التجربة الحسية، وتجربة العقل في الإدراك لدى "كانت"، لتوضح من خلال المشهد الذي يدور داخل غرفة لبيع المتعة الجنسية، كيف اعتمد "كانت" في كتابه "نقد العقل الخالص" على قاعدتين أساسيتين للاقتراب من العالم.
"كانت" من أعظم الفلاسفة في التاريخ، وفي كتابه الشهير "نقد العقل الخالص"، الذي صدر أول مرة سنة 1790، قال إن الإنسان قادر بطريقتين على الاقتراب من العالم في تدرج بين العلو والانخفاض بين العقل والحس، وذلك بطريقة غير موضوعية أو ذاتية، وبطريقة أخرى موضوعية مدركة بالعقل.
يذكر "كانت" في كتابه، أن الطريقة الذاتية غير الموضوعية، التي نتعامل بها مع العالم، ترتكز على الحواس الخمسة، وهي مركزة حول الذات، مدتها قصيرة، غير أخلاقية بالمرة، بينما الطريقة الموضوعية ترتكز على العقل والأخلاق، وتتيح لنا التفكير بعمق ولفترات طويلة، دونما اعتبار للحواس.
"في كتاب العقل الخالص"، يكشف كانت الفرق بين الموضوعي وغير الموضوعي في مملكة الجماليات، أو بمعنى آخر في علاقتنا الشخصية بالفن والطبيعة.
"كانت" طالب بشدة بضرورة الالتفات لأهمية الفن والطبيعة، فهو يؤمن بأن إدراكنا للفن والطبيعة، يساعدنا على أن نكون أكثر واقعية، وأن نكتشف حقيقة الوجود ككل.
لنأخذ مثالا كيف نشعر، عندما نخرج للسير أو التمشية مثلا مسحورين بجمال الريف، فنحن ندرك الطبيعة دون الرغبة في أي شيء خاص منها. نحن لن نعشق فلاحا أو مسافرا، أو مخترعا، نحن فقط سنبتهج ابتهاجا مجردا دون أي هدف أو قصد.
وهذا مثال بسيط لدى "كانت" على علاقة الموضوعي بالحقائق من حولنا.
"كانت" أيضا كان متحمسا لقول إنه "في ساعات الرغبة الجنسية، فإن الأشياء الجميلة من حولنا تختلط بنا، ونحن لا نرى هذا بشكل مباشر، لكن النظرة الموضوعية للأشياء تصبح تحت ضغط الإدراك غير الموضوعي"، وكان مهتما بشكل خاص بالخبرة بالطبيعة، ما أطلق عليه "المتسامي".
"نقد العقل الخاص"، من أشهر الكتب الفلسفية في العالم، صدرت الطبعة الأولى سنة 1790 والثانية 1887، وكان هدف الكتاب عودة منزلة الميتافيزيقا، وهي فرع من الفلسفة، يبحث في الحقيقة الأولية للوجود. وسميت مابعد الطبيعة وينشأ عن التجريد، الذي يقوم به العقل، مستخدما إياه من الموجودات العينية.
وكتاب "نقد العقل الخالص"، يهدف إلى تمحيص نقدي حصيف للعقل مستقلاً عن التجربة، و"النقد لا يعني هنا التحليل والعرض فحسب، بل الحكم أيضا، كما يستفاد من سلف اللفظة اليوناني (بمعنى يحكم). وقصد "كانت" أن يصف الحس، والإدراك الحسي والفكرة والعقل، وأن يقرر لكل منها حدودها واختصاصاتها الصحيحة. ثم أمل أن "يبين أن في استطاعة العقل أن يعطينا المعرفة، مستقلاً عن أي خبرة مؤيدة".
ويقصد "كانت" بـ"العقل الخالص" المعرفة القبلية أو الأولية، أي المعرفة التي لا تتطلب برهانا من التجربة. يقول: "إن ملكة المعرفة الحاصلة من المباديء القبلية، يمكن أن نسميها العقل الخالص، والبحث العام في قدرتها وحدودها (يؤلف) نقد العقل الخالص".
واعتقد "كانت" بأن بحثا كهذا سينطوي على مشكلات الميتافيزيقا، وكان على ثقة من أنه "ما من مشكلة ميتافيزيقية واحدة لم تحل، أو لم يقدم مفتاح حلها على الأقل" في هذا النقد. وذهب إلى أن الخطر الوحيد الذي يخشاه "ليس خطر تفنيد آرائي بل عدم فهمي".