دليل المرأة العَصرية في الطوابير المَصرية
من أكتر المشاوير إزعاجا على الإطلاق هي مشاوير المشتريات.. عشان كمية الوقت اللي بيضيع في المحلات التجارية لا أول له ولا آخر.. ويتضاعف الوقت ده فى مواسم الشراء زي الأعياد والإجازات والأوكازيونات.
من أسباب إضاعة الوقت الخرافي في عمليات الشرا هو إن مافيش محل بيشَغَّل عدد الكاشيرات اللي يتناسب مع حجم المحل.. يعنى تلاقى المحل واخد مساحة مهولة في مول تجاري ومشغَّل اتنين كاشير بس.. فتكون النتيجة إن الزباين "تتكَربِس" على بعضها.. وتِفضَل واقفة لغاية ما يبان لها صاحِب أو تمشي وتسيب البضاعة من زهقها أو تحاول تنظَّم طوابيرها بشكل مختلف.
أكتر ناس بتصعب عليا في الطوابير دي هما الستات.. وده مش مجرد تحيز للنوع لكن عشان بيبقى وراهم 100 حاجة يعملوها غير المشتروات... زى احتياجات البيت ومذاكرة الولاد وتمارين البيه الصغير وطلبات البيه الكبير و و.
يعنى باختصار معندهومش رفاهية الانتظار والصبر على الزحمة والطوابير.. عشان كده لازم خطة استراتيجية لتوفير الوقت والنجاة بأعصابك من فَرهِدِة الوقفة والخناق قدَّام الكاشيرات.. وده اللي عملته لما دخلت أحد المحلات وروحت للكاشير عشان أحاسِب... لقيت طابور طوييييييييل أغلبُه رجالة والستات عددهم قليل جداً.. أعمل إيه؟ أعمِل إيه؟ قربت من أكبر السِتات سِناً وسألتها:
- هو الطابور مابيتحركش خالص ولا إيه؟
- بيتحرك ببطء شديد.
- أنا شايفة حضرتك واقفة من ساعة ما دَخَلت!
- أصل مافيش غير اتنين كاشير اللي شغالين..
- طب وده كلام بردو؟
- معلش حَنعمل إيه؟ الصبر بأه.
- الصبر ماشي بس دول واقفين يهزروا مع بعض كمان.
- بجد شايفاهم بيهزروا؟!
- آه والله وكأن الناس ناقصة عطلة يعني!!
- ده أنا سايبة الولاد فى الدَرس ولازم أرجَع قبل ما يخلَّصوا.
- مستحيل حتلحقي على فكرة.. ده إنتي قدامِك مش أقل من ساعة ده غير المرور
- ده أنا بقالي ساعة واقفة
- معلش حضرتك الصبر بأه!!
- أستغفر الله العظيم.
- ده كمان كل واحد من اللي قدامك معاه جَبَل مشتروات لسه حايحاسِب عليه.
- إفففففف أستغفر الله العظيم.
- وإيه كمان بطء السنين اللى الكاشيرات بيتشغلوا بيه ده؟
- حاجة تقرف والله.
- لأ حضرتِك ماتنرفزيش نفسك الموضوع مش مستاهِل.
- عندك حق ربنا يهوِّنها.
- الحَقي ده كمان واحد من الكاشيرات واقف يرغي في الموبايل!!
- بجد؟ لأمش معقول بأه قلة الإحساس بالناس اللي بقالها ساعة واقفة دي.
- معلش ماتنرفزيش نفسك تاااني.. يمكِن تليفون مهم.
- أيوه صحيح يمكِن.
- بس ماهو كلنا بردو بنرد على التليفون وإحنا بنشتغل يعني.
- والله أنا خلاص طقيت وبفكر أمشي.
- كمان حتمشي بعد ما لَطَعوكي كل ده؟!!
- ...(زعيق مدوي)... مش معقول يا جماعة العَطَلَة دي كلها لازم تفتحوا كاشير تالت.
- ...(أقتَرِب منها وأوَشوِشها).. أو يعملوا طابور رجالة وطابور ستّات.
- ...(زعيق أعلى من الزعيق الأولاني).. إنتوا حتعملوا طابور رجالة وطابور ستات ولا نسيب الحاجة ونمشي بأه في يومكم الزِفت ده؟؟!!!
بس يا سيدي، قوم في ظرف 5 دقايق كانت الستّات كلها محاسبَة وماشية.. والابتسامة مرسومة على وشُهم من الوِدن للوِدن.. حد بيسأل طيب ولما يبقى الطابور الكبير ستّات والصغير رجالة حانعمل إيه بأه يا ناصحَة؟
نفس الاستراتيجية وحياتك.. يا إما يفتحوا كاشيرات أكتر.. يا إما كل راجل يحاسِب حيحاسِبوا قدَّامُه 4 ستّات!!