فيديو| سادات: فرحة سبيكو أول شغل بعد وفاة "زؤلة"
يستعد الجميع لبدء الليلة التي يجد كل منهم فيها ضالته، سواء كانوا رجال أو نساء أو أطفال، ويعلم أهل مدينة السلام موعد كل فرحة قبلها بفترة طويلة، إلا أن يوم الفرحة يكون الأهم على الإطلاق، حيث تبدأ التجهيزات في مساحة واسعة، وعادة ما تتكون من: "مسرح خشبي، إضاءة ضخمة، معدات صوت تكفي لحفل كبير، ومقدمي أغاني وموسيقى المهرجان وأغلبهم من أبناء مدينة السلام".
كان موقع "دوت مصر" موجودا في أثناء التجهيز لفرحة السلام، بميدان سبيكو، التي حرص محمد أورتيجا، صاحب مكتب إضاءة وصوت في عين شمس، على إظهارها في أبهى صورها بداية من الإضاءة، وصولا للصوت الذي يرج أركان المنازل، ويشعل النفوس فترقص طوال الليل.
الأطفال
هم أكثر الحاضرين، تجدهم يجرون ويمرحون ويلعبون مع الإضاءة طوال الوقت، وأغلب الحاضرين يقولون: "بنعرف نرقص وحافظين كل الأغاني"، ينتظرون سادات من أجل التقاط الصور معه، يحبونه إلى حد كبير وهو يبادلهم نفس الشعور، ويقف بجوارهم يستمع إليهم، ويعلق على ذلك في تصريح لـ"دوت مصر": "إحنا مبناخدش فلوس من الناس هنا في السلام عشان دي منطقتنا، وفي أي فرح بره السلام أنا مش بقف كده قبل الفرح بس دول ناسنا".
ارفع الإضاءة
وعن تجهيزات الإضاءة المكثفة، والمدة التي يتطلبها الأمر لبدء الاحتفال، قال محمد أورتيجا، مدير الأعمال السابق لسادات وفيفتي، في تصريح لـ"دوت مصر": "لو الأوردر كبير شوية ممكن نيجي قبلها بيوم، يعني كل أوردر حسب ظروفه".
ويضم فريق أورتيجا عدد من الشباب، الذين يجهزون الإضاءات المكثفة، التي تلمحها عن بعد لتعلن للجميع عن بدء فرحة لن ينساها أحد، حتى تأتي فرحة أخرى تشعل حماسهم من جديد، فالأمر يحتاج إلى مجهود عضلي كبير، حتى يظهر الفرح في أفضل صورة اعتاد عليها أهل المنطقة.
كلامنا طالع من حارة في قلب شارع
وفي حوار سابق قال لنا فيفتي: "إن كل مغني في المهرجان هيطلع من وراه واحد أو اتنين يكملوا"، وذلك بالفعل ما لاحظناه خلال فرحة السلام، حيث كان هناك شابان تم تدريبهما علي يد السادات لتقديم هذا النوع من الفن، الأمر الذي يؤكد ما رددوه كثيرا أن "المهرجان هيعيش".
صدام
يشعل "صدام" المسؤول عن صوت الفرح في لحظة فيرقص الجمهور، وتبدأ التحية بالشماريخ، التي تلفت نظر الجميع وينتظرونها بشدة لتزيد من حماسهم، أما الأطفال فنظرا لعجزهم عن إشعالها أو حملها، ينتظرون وقت أن تنطفئ ويجرون وراءها بعد إلقائها على الأرض، ويتسابقون في الاستحواذ على أكبر عدد ممكن منها للتباهي بها.
زؤلة
كانت هذه الفرحة الأولى التي يغني فيها السادات وفيفتي عقب مقتل أحمد زؤلة، الذي كان يعمل معهم ضمن الفريق، وقال سادات لـ"دوت مصر": "ده أول فرح أشتغله في السلام من ساعة وفاة زؤلة، وإحنا من ساعة وفاته مش بنرفع حاجة، لدرجة إن في ناس افتكرت إننا بطلنا نشتغل، ومحدش يعرف إننا شغالين النهارده".
لتظل جميع جوانب فرح المهرجان، بحرا كبيرا لا يمكن فهم جميع تفاصيله وطقوسه من البداية، إلا أنه يحتاج منك أن تذهب لتلك المناطق الشعبية التي تعبر عن نفسها بطريقتها، وتعترف بأن قوتها تكمن في أهلها القادرين على التفنن في إسعاد أنفسهم دون انتظار اهتمام من أحد.