في ضوء تقاعده الوشيك، يبدو أن تسامح الإعلامي الأمريكي الساخر، جون ستيوارت مع أخطاء شبكة قنوات "فوكس نيوز" الأمريكية، وصل إلى آخر حدوده.

لم يكن أي من الطرفين يفوت فرصة لانتقاد الآخر، والتشكيك في سياسته التحريرية. إلا أن ما آثار حفيظة جون ستيوارت مؤخرا، هو أن مذيعي فوكس نيوز وصفوا برنامجه The Daily Show بأنه حالة واضحة من السياسة التحريرية الانتقائية، ولا يوجد بالبرنامج أي حقائق، فرد ستيوارت قائلا، خلال برنامجه "عندما أتابع فوكس نيوز فإنها تقتلني"، ويضيف ساخرا "اضطراري لمتابعة فوكس نيوز بالإكراه جعلني أكبر سنا "، لكن ستيوارت يتحدى فوكس نيوز لتقديم أي دليل على أن برنامجه كذب في أي وقت مضى، مؤكدا أن فوكس نيوز ستجد صعوبة كبيرة في إيجاد ولو كذبة واحدة في برنامج The Daily Show لأن موظفي البرنامج يتحققون جيدا من كل ما يكتب.

ستيوارت أخضع فوكس نيوز لاختبار الصدق، من خلال تجميعه لأشهر 50 خطأ ارتكبته فوكس نيوز وعرضها في 6 ثواني. وأضاف "سنحكم فقط على مستوى المحتوى".

جدير بالذكر إن آخر انتقادات ستيوارت لـ"فوكس نيوز" كانت تتعلق بتغطية الأخيرة لأحداث فيرجسون، بعد وصفها للمتظاهرين خلال الاحتجاجات ضد الشرطة في ولاية ميزوري بـ"مشعلي الحرائق العنصريين". 

وانتقد ستيوارت خلال برنامجه مذيع فوكس نيوز، شون هانيتي، لإلقائه اللوم على الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لكونه المسؤول عن تلك الأحداث، وزعيم حركة الحقوق المدنية "آل شاربتون"، الذي حشد الآلاف للاحتجاج، ووزير العدل الأمريكي، أريك هولدر، الذي وعد باتخاذ الإجراءات اللازمة، وقال ستيوارت موجها كلامه لهانيتي "هل هؤلاء الأشخاص هم المسؤولين عن ذلك الحادث فعلا؟، أم أنك قمت بتسمية ثلاثة رجال سود خطروا على بالك"، نظرا لأن الأشخاص، الذين ذكرهم مذيع "فوكس نيوز"، ذوو بشرة سوداء.

وأضاف ستيوارت ساخرا "ولاية ميزروي ليست ولاية ألاباما، أعتقد أن تلك الأحداث إذا اندلعت في ألاباما، لكان عنوان شبكة فوكس نيوز " اهدأوا فولاية ألاباما ليس بها عبيد"، نظرا لأنها لا يسكنها غالبية من السود مثل ولاية ميزوري.