التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 11:46 م , بتوقيت القاهرة

علماء النفس: معذب الحيوانات مختل ضعيف الشخصية

تحول العنف بين البشر، إلى أمر مالوف له دوافع نفسية واجتماعية، لكن في هذه الحالة، يستطيع الطرف الواقع عليه العنف أن يدافع عن نفسه بطرق عديدة، أما العنف الموجه من الإنسان تجاه حيوان مسالم، فهو شيء غير مبرر، ولا يمكن وصفه إلا بقسوه القلب وانعدام الإنسانية.


ويعرّف علم نفس الجريمة، العنف، بأنه مشاركة او مشاهدة او ممارسة إيذاء جسدي تجاه الإنسان أو الحيوان، ويبرز هذا التعريف قسوة وعنف من يقوم بمجرد مشاهدة التعذيب، لكن يبقي السؤال لماذا يعذب الإنسان حيوانا لا حول له ولا قوة؟



يقول أستاذ الصحة النفسية، مقبل شبل، إن معذب الحيوانات شخصية سيكوباتية مضادة لقوانين المجتمع وأعرافه ودينه وعاداته وتقاليده، إضافة إلى عدوانيته التي لا تعرف الإحساس بالذنب أو الندم، ولا تتعلم من خبراته السابقة، وكل ما يهم هذه الشخصية هو تحقيق أكبر قدر من اللذة، حتى لو كانت مبنية على أكبر قدر من ألم الآخرين، مضيفا أن معذب الحيوانات يكون ضعيف الشخصية، ويريد أن يثبت لنفسه عكس ذلك بالاستقواء على كائنات ضعيفة.



هل يعتدي حيوان على حيوان آخر؟


يجيب الدكتور عامر صالح في كتابة "العدوان عند الإنسان والحيوان في علم السيكولوجي المقارن" أنه نادرا ما يمارس الحيوان العنف والاعتداء على حيوان آخر من نفس فصيلته، وإن حدث ذلك فلأغراض محدودة جدا كحماية الصغار أو لأغراض الحفاظ على التكاثر والولادة، وإذا مارس العدوان ضد أصناف أخرى من الحيوانات فهي لأغراض الدفاع عن النفس أو لسد دافع الجوع، أما الإنسان فمعظم أعماله العدوانية موجه ضد صنفه الإنساني، أما إذا مارسه ضد صنف آخر من الحيوانات فأنه مجرد من أي محتوى عاطفي ما يثير الكراهية والغضب والعنف.



ويضيف في فقرة أخرى من الكتاب أن الإنسان وحده من دون الحيوانات الأخرى في سلم التطور البيولوجي تفنن وطور أساليب العنف والاعتداء، كما أنه وحده الذي أوجد أشكال لا حصر لها من العنف تكاد تغطي كل مجالات الحياة، بالاستناد إلى الثقافة ومفاهيمها السائدة، ووحده الذي أوجد ونمّى المفهوم الاجتماعي للدمار والإثم، وما يتطلب ذلك من إلحاق الأذى بالآخر وعلى النفس.