التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 11:42 م , بتوقيت القاهرة

حفلات تاريخية لأم كلثوم (1)

فيه كلام كتير اتقال واتكتب عن أم كلثوم، اتقال واتكتب عنها بـ اعتبارها أسطورة، وإنها مش مجرد مغنية جت وراحت وجه غيرها وهـ يروح، وإن إسهامها فنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا كان من الضخامة بـ حيث ما ينفش يتلم في كتاب أو مجلد واحد.


لو كنت زهقت من الكلام ده، أحب أقول لك إنه لسه ما اتكتبش عنها بـ حجمها، الست دي مش طبيعية والله، واللي عملته في حياتها محتاج عمرين فوق عمرها اللي عاشته (تقريبا 77 سنة)، لأن مفيش حد غيرها على حد علمي فضل ما يقرب من ستين سنة يشتغل بـ كل التقل والزخم والتأثير ده، يمكن بـ استثناء محمد حسنين هيكل.


عايز آخدك معايا في جولة لأشهر وأقوى حفلات أم كلثوم، والحكاية بدأت معايا من كام سنة، لما كنت بـ أدور على تاريخ أغنية ليها (مش فاكر أغنية إيه) ولقيت كتب ومواقع مهتمة بـ توثيق حفلات أم كلثوم، مش الأغاني، الحفلات، يعني يقول لك حفلة طنطا سنة مش عارف كام، غنت فيها أغنية كذا وكذا وكذا، ومدة كل أغنية، ودي كانت المرة الكام اللي تغني فيها الأغنية دي.


في البداية تعاملت مع الموضوع بـ استخفاف شديد، واعتبرته نوع من الحسوكة والمبالغة العربية المعتادة، واعتبرت الناس اللي بـ تهتم بـ الحاجات دي زي كمال عزمي وبشير عياد وغيرهم مهاويس، زيهم زي مهاويس عمرو دياب وتامر حسني، بس بـ طريقتهم.


بس اللي استقر في ذهني وضميري بعد كده، إني أنا اللي مغفل، ليه؟


لأن كتير من حفلات ثومة، كانت شاهد على موضوع، كانت طرف في صراع، كانت مؤسِّس لـ فكرة، كانت رمز لـ حاجات كتير مهمة (تحبها أو تكرهها دي قصة تانية)، مجرد اكتشاف وثيقة إن أم كلثوم غنت في التلاتينات على مسرح ما في لبنان، كان كفيل بـ إن المسرح المهجور يتحول لـ بؤرة اهتمام.


حفلة أم كلثوم في الخميس الأول من كل شهر كانت مناسبة اجتماعية، زي العيد كده، الناس بـ تتلم حوالين الراديو، وكل الكلام والطقوس اللي حضرتك أكيد سمعتها وشفتها عشرات المرات. ويا سلام لو سعدك زمانك وقتها، ورحت حفلة من حفلاتها في المسرح، ده كان بـ يخليك شخص مهم، وممكن تكتبه في السي في.


عايز أقول لك إن تذكرة حفلة أم كلثوم وصلت في الأربعينات لـ خمسة جنيه، عارف يعني إيه؟ عارف إنها مرتب موظف محترم بعدها بـ عشرين سنة، مرتب كان ممكن ياكل ويشرب ويلبس ويسكن ويتجوز بيه في ظرف كام شهر؟ خمسة جنيه وقتها يعني سبعتلاف دلوقتي مستريح بحساب التضخم.


وكلنا عارفين طبعا حكاية إذاعة أم كلثوم، ما اعرفش إذا كانت لسه موجودة، بس دي كانت إذاعة أنشأها عبد الناصر، ومكنتش بـ تتبث من مكان الإذاعة الرسمية، كانت من المقطم.


عبد الناصر كان عارف قد إيه متعلقين بـ أم كلثوم، وإنهم هـ يتلموا حواليها، وبالتالي المحطة دي كانت محطة احتياطية بـ حيث يخاطب منها الشعب في حالة الانقلاب عليه، والسيطرة على الإذاعة الرسمية.


من ست 1916، لما أم كلثوم بدأت تغني، ومن العشرينات، لما بدأت تعمل حفلات، ولحد سنة 1973، آخر مرة أم كلثوم وقفت ع المسرح، حكايات وكواليس وقصص، من الأزبكية لـ قصر النيل، ومن العراق للمغرب، ومن السودان لـ فرنسا، ومن الملك فيصل العراقي لـ شارل ديجول، ومن القدس لـ دمنهور، هـ نعيش مع بعض شوية، وناخد أجازة من قريش، لحد ربنا ما يسهل ونرجع تاني.