"ومين في بيوت الله ملهوش مأوى".. "كله بنفحة الحسين هيتراضى".. "كل واحد بيقدر على حاجة بيعملها"، عبارات تسمعها كثيرا في حضرة آل البيت ومساجدهم، حيث تتجسد مشاعر المُحبين من أهل منطقة الحسين إلى أفعال تجاه المُريدين القادمين من محافظات مصر المختلفة، خاصة من صعيد مصر.

صحيح أن الليل تملأه الأنوار، والخشوع بكافة فعاليته التي يحييها محبو آل البيت في مولد الحسين، سواء بالطرق الصوفية أو ممن ينتمون فقط لقلوبهم، ويمنحون من حبهم وعافيتهم للحسين والنبي "ص"، عن طريق المدح، الإنشاد، الرقص، أو حتي الزيارة وطلب المدد والعون.

إلا أن النهار له "ناسه" كما يقال، جندوا أنفسهم لخدمة كل من جاء لزيارة الحسين، بداية من تقديم الطعام، خاصة من يذبحون البعير كل عام وراثة عمن سبقوهم من أهلهم، وتقديم المشروبات المختلفة للمُريدين، الذين يجلس ويبيت أغلبهم على الأرصفة المحيطة بالمسجد، بسبب فقرهم وعدم قدرتهم على المبيت بأحد لافنادق المحيطة بالمكان.

كل تلك الأعمال الخيرية قربان لطلب رضاء الحسين، حيث يطلق عليها أهل المنطقة "نفحة من سيدنا الحسين وكله هنا بيتراضى، واللي يقدر على حاجة بيعملها، وبعدين ما نقص مال من صدقة".