لماذا يذبح "داعش" رهائنه على حافة نهر أو بحر؟
نفذ تنظيم "داعش" عدد من أحكام الإعدام المختلفة، لكن اللافت للنظر أن أعضاء التنظيم يفضلون تنفيذ هذه الأحكام على حافة الماء، إن سمحت الظروف الجغرافية للمدينة التي تنفذ بها العملية، ورغم إعلان "داعش" للسبب هذه المرة، وهو ما جاء في نص الخطاب الذي ألقاه أحد قوادهم: "هذا البحر الذي غيبتم به جسد الشيخ أسامة بن لادن، أقسمنا بالله أن نخلطه بدمائكم"، ربط عدد من الناس بين هذا الأسلوب في تنفيذ أحكام الإعدام على حافة الماء وبين التراث الإسلامي.
"نهر أليس" أو "نهر الدم"، هي معركة دارت في ربيع الأول من سنة 12 هـ في بلاد العراق، بين جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد وجيش الفرس بقيادة جابان، وانتهت بهزيمة ساحقة للفرس.
عقب انتهاء المعركة أمر خالد بإمساك الأسرى، وأخذهم عند نهر أليس وسد عنه الماء، ومكث لمدة يوم وليلة يضرب أعناقهم حتى يجري النهر بدمائهم، فسمي النهر منذ ذلك اليوم بـ"نهر الدم"، وقتل يومها أكثر من سبعة آلاف من جنود الفرس، حيث لاقى "بن الوليد" العديد من الانتقادات من قبل بعض المؤرخين وراء هذا العمل الوحشي، الذي لا يليق بقائد عظيم مثله، بينما رأى بعضهم أن هذا الأسلوب من أساليب الحرب النفسية.
ولعل ما نشهده اليوم من عمليات إرهابية ينفذها تنظيم "داعش"، جعل بعض الناس يقارنون بين الفعلين، مبررين ما يقوم به "داعش" بأنه يرجع إلى الإسلام.
قال الدكتور الأحمدي أبو النور، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في تصريح خاص لـ"دوت مصر"، إن ما يقوم به "داعش" لا يمت إلى الإسلام بصلة، وأن الدين يحرم القتل بغير حق، موضحا أننا قد لا نعلم الأسباب التي تدفع "داعش" للقيام بهذه الأفعال المشينة.
وحول أن هناك من يربط بين الفعل الإرهابي الأخير وبين ما قام به خالد ابن الوليد في معركة "نهر الدم"، أوضح أبو النصر لـ"دوت مصر": "لا يوجد ربط بينهما على الإطلاق ولا يصح الاهتداء بأحد عند القيام بسلوك خاطئ".
وأضاف أبو النصر: "عندما يرتكب أحد من الصحابة سلوكا خاطئا، هذا لا يعني أبدا تقليد هذا الفعل، وأن محمد صلي الله عليه وسلم هو القدوة الوحيدة التي يجب أن نهتدي بها"، مستشهدا بما قام به الرسول حين فتح مكة، حيث كان يملك أن يقتل كل الكفار، وعندما سألهم الرسول، قائلا: "يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟"، أجابه سهيل بن عمرو، قائلا: "نظن خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم"، فقال رسول الله: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".