أكدت دراسة استغرقت ست سنوات، أن تدخين أصناف قوية من الحشيش، قد تكون وراء ربع حالات الإصابة بأمراض ذهنية ونفسية مثل الشيزوفرنيا (مرض الفصام)، بحسب صحيفة "ذا تايمز" البريطانية.

وقال باحثون إن 60 ألف بريطاني يعانون من الهلوسة ومراحل من مرض البرانويا (جنون الارتياب)، بسبب استخدام أنواع عالية الفعالية من الحشيش، حيث أن الأشخاص الذين يتعاطونه بشكل يومي يتعرضون للإصابة بأمراض عقلية، بمعدل خمسة أضعاف الأشخاص الذين لا يتعاطونها.

وشبهت الأبحاث تأثير المخدر على مدخنيه بـ"عبث لعبة الروليت الروسي بصحتك النفسية"، حيث جاء تقرير باحثي معهد الطب النفسي وعلم النفس والأعصاب بكلية كينجز في لندن، بعد تحذيرات حول ظهور أنواع جديدة من الدخان المخدر المصنع في هولندا، تفوق فعاليته الأنواع الموجودة في الأسواق البريطانية.

وكشفت نتائج البحث الذي أجري على حوالي 800 عامل بالغ في إحدى مناطق جنوب لندن، أن نصفهم خضعوا للعلاج النفسي لأول مرة، وأن حدوث مرض الشيزوفرنيا في هذه المنطقة، تزايد منذ منتصف الستينيات، وهو ما قد يرجح أن تعاطي المخدرات سببا للأمراض النفسية.

واعتبر البحث أن أنواع المخدرات القوية هى "أقوى مؤشر" للأمراض النفسية، التي عانى منها الأفراد موضوع البحث، وأن 24% من الحالات النفسية الجديدة في المنطقة، يمكن ربطها بسبب المخدرات.

وأشار تقرير الباحثين إلى أن معدلات استخدام القنب في بريطانيا تراجعت لتصل 40% فقط في العشر سنوات الأخيرة، لكن مع ملاحظة تزايد فعالية المخدر، حيث ارتفع مركب تتراهيدروكانابينول (المادة الفعالة على نفسية المدخن)، إلى 15% بالنسبة لأنواع القنب القوية، مقابل 4% فقط من نسبتها في أنواع الحشيش التقليدية.

لاحظت الدراسة أن الأفراد الذين يستخدمون الأنواع القوية من القنب، معرضون للإصابة ضعفي الذين لا يستخدمونها، بأمراض الاضطراب النفسي في حالة استهلاكها أقل من مرة أسبوعيا، وثلاث أضعاف في حالة الاستهلاك بالعطلات الأسبوعية، وخمسة أضعاف حال الاستخدام اليومي.